ملخص الدراسة:

يعد عصر الخليفة الموحدي ابو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن من العصور التي شهدت ازدهارا كبيرا ونهضة علمية واسعة، والذي يعد امتدادا لعصر والده عبد المؤمن بن علي ، ويعود السبب الاساس لهذه النهضة الى الشخصية العلمية والثقافة العالية وسعة الاطلاع التي امتاز بها هذا الخليفة حتى قبل توليه لمنصب الخلافة ، والذي انعكس بدوره ايجابا على الحياة العامة عموما والحياة العلمية على وجه الخصوص لقد تناول الباحث مجموعة من الامور تخص طبيعة الحياة العلمية في عهد الخليفة ابو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن والدور الكبير الذي تميز به من خلال اهتمامه بالعلم وتشجيعه للعلماء والعمل على استقطابهم وجلبهم من امصارهم الى بلاطه ، كما تمت الاشارة الى اهم العلوم التي كانت متداولة في ذلك العصر ، واماكن التعلم التي ينهل منها الطلبة علومهم ابتداءا من المراحل الاولى للتعليم في الكتاتيب مرورا بالمساجد وما لها من دور مهم وحيوي في تلقي مختلف العلوم انتهاءا بقصر الخليفة الموحدي وقد اشار الباحث ايضا الى الرحلات التي قضاها العلماء في طلب العلم ولقاء الشيوخ او البحث عن المؤلفات وجلبها معهم ، ووجود نوعين من هذه الرحلات وهي الداخلية التي تتم في داخل حدود الدولة الموحدية سواء في المغرب او في الاندلس ، والخارجية التي يشد فيها العلماء الرحال الى الحجاز او العراق او الشام او مصر ، كما تمت الاشار الى المكتبات سواء العامة منها والتي تدعمها الدولة ، او الخاصة التي ينشئها العلماء والتي تحوي على الكثير من المؤلفات والكتب النادرة والقيمة .