ملخص الدراسة:

إن للأساطير والملاحم وقصص البطولة أهمية كبيرة في تاريخ الفكر الإنساني القديم، وتعد (ملحمة كلكامش) إحدى هذه الملاحم التي سجل لها التاريخ إن تكون من بين شوامخ الأدب العالمي، من حيث أهميتها الإنسانية. من هذا المنطلق، تبرز مشكلة البحث الحالي في محاولة الكشف عن فحوى تلك نصوص (ملحمة كلكامش) وأسلوب بنيتها للكشف عن قيمها الأدبية والفكرية والجمالية للطلبة وتحليلها من وجهة نظر تربوية.. ويهدف البحث الكشف عن: 1.القيم التربوية في النص الأدبي لألواح ملحمة كلكامش والبالغة (12) لوحا.2.القيم الجمالية (التشكيلية) التي تتضمنها الأختام الاسطوانية التي تعود لتلك الحقبة الزمنية . اشتمل مجتمع البحث على محورين: الاول يتمثل بالألواح الطينية المكتوبة على هيئة نصوص، والثاني يتعلق بالأختام الاسطوانية التي تناولت نفس الموضوع، لذا لجأت الباحثة إلى تصميم أداتين: الأولى: استمارة تحليل محتوى النصوص الأدبية للملحمة تصنيف (وايت ــ الهيتي) المطور إطارا علميا لتصميم إجراءات البحث الحالي، في تحليل ألواح(ملحمة كلكامش)، والثانية استمارة تحليل الاختام الاسطوانية. فيما يتعلق بهدف البحث الأول تم تحليل ألواح الملحمة (الاثنتا عشرة) لوحا؛ إذ كشف التحليل عن الأفكار القيمية البالغ عددها (1443) فكرة موزعة على (50) قيمة ترتبت تنازليا بحسب أهميتها، وقد عد تكرار الوحدات لأي قيمة مؤشرا للأهمية المعطاة لها،. وقد أعطيت مجموعة قيم (تكامل الشخصية) الأهمية الأولى، بينما جاءت مجموعة القيم (القومية/ الوطنية) بالمرتبة الأخيرة، على وفق ما حصلت عليه من تكرارات. إما فيما يتعلق بالهدف الثاني فقد سلط النحات الرافديني الضوء على الموضوعات الدينية التي شغلت فكر الإنسان آنذاك فقد أحال الغيبيات الى ميثولوجيا أسطورية وبنظم منفتحة لا تنسب إشكالها إلى العالم المنظور، بل أصبح وجودها مرتبطا بالمعتقدات التي امن بها الفنان.وقد خرجت الباحثة بعدة استنتاجات أهمها ان الملحمة أولت اهتماما كبيرا بالنصب والتماثيل، لما له أهمية في تصورات الأقدمين من انه يعكس جوهر الإنسان ويعبر عن العظمة والجمال الإنساني. فضلا عن التأكيد على قيمة العلاقات الإنسانية في المجتمع العراقي القديم والمتمثلة بالصداقة التي جمعت (كلكامش وانكيدو) وأصبحت فيما بعد مثلا يضرب في كافة إنحاء الشرق الأدنى. وأوصت الباحثة بتضمين مادة تاريخ الفن القديم المضامين التربوية والجمالية التي توصلت إليها الباحثة في البحث الحالي لغرض الاستفادة منها من قبل الطلبة كمرجع فني وثقافي يمكن توظيفها في إعمالهم الفنية وعلى نحو خاص في مادة (مشروع التخرج).