ملخص الدراسة:

الحمدُ لله ربِّ العالمين, الذي تعالَى في كبريائهِ وعظمتِه وجلالهِ، العادلِ في حكمهِ, حمداً يليقُ بنور وجهه وعظيمِ سلطانِه، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمدٍ r الذي أدى الأمانة، وبلّغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وتركنا على المحجة البيضاء ليلُها كَنَهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، فصلواتُ اللهِ وسلامُه عليه وعلى آله وصحبِه ومَنْ تَبِعَه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فقد جاءت الشريعة الإسلامية الغراءُ في حِقبةٍ من الزَّمن كان الناسُ فيها يحتكمون إلى شريعةٍ الغاب، القوي فيها يأكل الضعيف، وضعها الطغاة والجبابرة لخدمة مصالحهم، وكانت المرأة فيها مهملة، فهي لا تستطيع أن تحمل سيفاً وتدافع عن القبيلة، فلذلك كان يُنظر إليها نظرة احتقارٍ، ولا يُنظر إليها كمخلوق كامل الإنسانيةِ كالرجل، بل كانت تُورث مع المتاع، وكان يرثها الابن الأكبر للمتوفى، وكانت أيضاً توأد في صغرها كما وضَّح ذلك القرآنُ الكريمُ في قوله تعالى: [وَإِذَا الْمَوْؤودة سُئِلَتْ *َ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ]. فجاءَ الإسلامُ وضمن لها من الحقِّ مثل الذي عليها بقوله تعالى: [ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ]، فكرَّمها أماً، وأختاً، وبنتاً وزوجةً، فجعل نفقتها واجبة على الزوج، حيث بيَّن القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: [ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ]، وبنص قوله تعالى: [لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا]، وكذلك السنةُ النبويةُ الشريفةُ بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالمَعْرُوفِ "، وذلك كلُّه يدلُّ على مدى حرصِ الإسلامِ الحنيفِ على تكريم المرأة، خلافاً لما ادّعاه الحاقدون على الإسلام. ولما كنت طالباً في كلية الشريعة، شجعني الدكتور محمد يونس عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون الغراء على دراسة نفقة الزوجة الواجبة على زوجها، مقارنة مع القانون الفلسطيني، لما للنفقةِ الزوجيةِ من أهمية وحاجة ماسة للزوجة، مما حفزّني وشَحذَ همتي في تقديم خطة بحثي راجياً من الله عز وجل أن يوفقني لما فيه السداد والتوفيق، كما جاء في قوله عز وجل: [ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ]. ولقد جعلت التركيز في هذا البحث على الحقوق والواجبات المالية الزوجية، وذلك للعمل على علاج المشاكل المتوقعة بين الأزواج، مع التنبيه هنا على أن الأساس في الحياة الزوجية السكن والمودة، والرحمة والمحبة، والرأفة والتنازل عن بعض الحقوق من كلا الزوجين للآخر.

توثيق المرجعي (APA)