ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد ﷺ المبعوث رحمة للعالمين، وبعد: فإن الله قد امتن علينا بنعمة الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، فأنزل علينا شريعة إسلامية غرّاء، امتازت بكل معاني الحكمة والرحمة واليسر والوضوح، مع كل الشمولية والتكامل والصلاحية لكل زمان ومكان، ذلك لأنها من عند الله الخبير العليم المتصف بالكمال. وكان من حكمته سبحانه وتعالى أن فرض علينا فرائض وأمرنا بأدائها لتضيء لنا السبيل، لهدايتنا إلى الصراط المستقيم وصولاً إلى جنات النعيم، ومن أهم هذه الفرائض أركان الإسلام الخمس، فأمرنا بالصلاة وقرنها في مواطن كثيرة بالزكاة حيث قال عز وجل:(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة) ففي الصلاة حقٌ له سبحانه وتعالى وحده، وفي الزكاة حق له ولعباده. فالله I كما اهتم بالإنسان بمفرده، اهتم بالمجتمع بعمومه، فقد شرّع الزكاة التي تؤخذ من الغني وتعطى للفقير المحتاج، تحقيقاً لتكافل اجتماعي وصل إلى قمة الرقي والتقدم منذ زمن الرسالة إلى عصرنا الحاضر وسيبقى كذلك إلى يوم القيامة، ذلك لأن الله عز وجل عليمٌ بأحوال الناس وظروفهم حكيمٌ بتشريعاته لهم . ومع تغير الأحوال وتقدم العصور ابتعد كثير من الناس عن تطبيق حكم الله عز وجل في هذه الفريضة، وتحايل الكثير منهم بحيلٍ لكي لا يؤديها، فكان لابد من تذكيرهم بحكم الله بها وحثهم على فعلها، ومن ضمن تلك الحيل أن دفع بعض الناس زكاة أموالهم، يقصدون جلب منفعةٍ لهم بدفعها، فمنهم من دفعها لأصوله أو فروعه وأقاربه الذين تجب نفقتهم عليه، ليعفي نفسه من هذه النفقة، لذا أردت في هذا البحث أن أسلط الضوء على حكم الله عز وجل في دفع الرجل زكاة ماله لأصوله أو فروعه، موضحةً فيه حقيقة الزكاة وحكمها ومقاصدها، ومبينةً من هم أصول الرجل وفروعه؟ ثم ألحق ذلك ببيان حكم دفع الزكاة للأصول أو الفروع، ذاكرةً الحالات التي يجوز فيها للرجل دفع زكاته لأصوله أو فروعه، وختاماً أَصِلُ للضوابط التي تجيز دفع الزكاة لكل من الأصول والفروع، سائلةً الله عز وجل التوفيق والسداد في كتابتي هذه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

توثيق المرجعي (APA)