الجودة والرداءة وأثرهما على أحكام المعاملات- دراسة فقهية مقارنة pdf

تفاصيل الدراسة

الجودة والرداءة وأثرهما على أحكام المعاملات- دراسة فقهية مقارنة pdf
0

0المراجعات

الجودة والرداءة وأثرهما على أحكام المعاملات- دراسة فقهية مقارنة pdf

ملخص الدراسة:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ .. لكَ الحَمدُ ربِّي فِي السماواتِ والأَرضِ، وَلكَ الحمدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ، أعُوذُ بِرضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عقوبتك، وأَعُوذُ بِكَ مِنكَ، لا أُحصِي ثَناءً عَليكَ، أنتَ كَمَا أثنيتَ عَلَى نَفسِكَ .. والصَّلاةُ والسَّلامُ الأكمَلانِ الأتمَّانِ عَلى مَن أتَانَا بالعِلمِ والرِّسَالةِ، فَكَشَفَ ربُّنَا بِهِ ظُلَماتِ الجَهلِ والضَّلالةِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبه نَبارِيسُ الدُّجُنَّاتِ، وقَوامِيسُ العُلومِ الزَّاخِرَاتِ، وسلِّم تَسلِيمَاً كَثِيرَاً .. وبَعدُ : فإنَّ رُتبةَ تَقريرِ الأَحْكَامِ فِي سُلَّمِ الشَّريعةِ مُنيفَةٌ، ومَنزِلَةَ رَائِدِهَا بَاسقَةٌ شَريفَةٌ؛ ذلكَ أَنَّ الفِقهَ أَتمُّ العُلُومِ عَائِدةً، وأَعمُّهَا فَائدَةً، وأَسنَاهَا مَنقبَةً، لا يَفنَى بِكثرةِ الإِنفَاقِ كَنزُهُ، ولا يَبلَى عَلَى مِدَادِ الزَّمَانِ عِزُّهُ، ومَن أرادَ اللهُ بِهِ خَيرَاً فَقَّهَهُ فِي الدَّينِ، وآتَاه التَّأويلَ، وكَانَ فَضلُ اللهِ عَليهِ عَظِيمَاً .. وإنَّهُ مِنَ المعلُومِ لَدَى أُولِي الأَلبَابِ ألَّا سَبيلَ إلَى تَسَوُّرِ شُرُفَاتِ العُلَى، وتَوَقُّلِ مَعارِجِ الشَّرفِ، إِلَّا بِإمَامةِ مَعالِي الأُمورِ وأَجودِهَا، وتَسَنُّمِ ذِروَةِ المَكارِمِ وأَمجدِهَا، ثُمَّ البَراءةِ من أَرداهَا وأَخبَثِهَا، فإنَّ مَن لَم تَطمَح نَفسُهُ إلى مَأثَرةِ جَودَةٍ، ولَم تَسْمُ هِمتُّهُ إلَى مَنقَبَةِ إحسَانٍ، بل استَنَامَ إلَى الضَّعَةِ، واستَوطَأ جَنبُهُ مِهَادَ الرَّداءةِ، وقَعَدَ عمَّا تَرقَى إِليهِ النُّفُوسُ الجَائِدَةُ إنَّما هُوَ مَذمومٌ فِي عَالَمِ العُقلاءِ والفُضلاءِ مِن بَنِي جِلدَتِنَا .. وقَد أَقَامَ اللهُ كَونَهُ عَلَى هَذَا، فَليسَ بِالإمكَانِ أبدَعُ ممَّا كَان، فإنَّ ربنَا بَديعُ السَّماواتِ والأَرضِ، قَد أحسنَ كُلَّ شيءٍ خَلقَهُ، فخَلقَ الإنسَ فِي أَحسنِ تَقويمٍ، وصَوَّرهُم فَأحسنَ صُورَهُم، فَتبارَكَ اللهُ أحسنُ الخَالِقين، ثُمَّ أنزلَ أَحسنَ الحَديثِ؛ ليتبِعُوا أَحسنَ مَا أَنزلَ إِليهِم مِن رَبِّهِم، فإنَّ الذينَ يَستَمعُونَ القَولَ فيتبعُونَ أَحسنَهُ، أولئكَ الذينَ هَداهمُ اللهُ، وأُولئِكَ هُم أُولُو الألبابِ، بل إنَّهُ لَا أحسنُ دِيناً ممَّن أَسلَمَ وجهَهُ للهِ وهُو مُحسِنٌ، أَو قَالَ للنَّاسِ حُسنَاً، فإنَّ اللهَ مَا استخلفَ عِبادَهُ فِي الأَرضِ إلا ليبلُوَهُم أيُّهم أَحسنَ عَملاً، ثُمَّ يُجزَاهُم الجَزاءَ الأَوفَى، بِأَحسنِ الذي كَانوا يَعمَلُون .. ثُمَّ إنَّ اللهَ U لم يَرتَضِ لَنَا الرَّديءَ؛ ذلك أنَّهُ خبيثٌ، والذَّي خَبُثَ لا يَخرُجُ إلا نَكِدَاً، فَلا يَستوِي الخَبيثُ والطيَّبُ، ولو أَعجبَكَ كثرةُ الخَبيثِ، فأمرَ المُكلفينَ ألَّا يَتَيمَّمُوا الخَبيثَ فِي زَكاةِ أموالهِم مِنهُ يُنفِقُون، فَلستُم بِآخذيهِ إلا أَن تُغمضُوا فِيهِ، أو تتبدلُوا الخَبيثَ بالطيبِ، ولهذَا لمَّا رأَى أحدُ السلفِ رَجلاً يَشترِي مَتاعَاً رَديئَاً، قَال : يا أخِي لا تفعَل، أمَا عَلمتَ أنَّ اللهَ نزعَ البركةَ مِن كُلِّ رَديءٍ !!. ثمَّ إِنَّ ممَّا فُطِرت عليهِ النفسُ الآدميةُ، واستقر فِي أطنَابِ الأفئِدَةِ، ومَكامِنِ القُلُوبِ، مَحبةَ الشيءِ الحَسنِ الجيدِ؛ بل الأَجودِ، وكذَا النُّفرةَ من القبيحِ الرديءِ، فَضلاً عَن الأردأِ؛ ولهذَا رأينَا نبيَّ اللهِ سُليمان عليهِ الصَّلاةُ والسلامُ ما ارتضَى لِملكِهِ إلا الجِيَادَ مِن الصَّافِنَاتِ، وقد علَّقَ نبيُّنَا مُحمدٌ r الظَّفرَ بِوسَام مَحبةِ اللهِ لعبدِهِ على جَودةِ العملِ حتَّى يُتقنَهُ، بل إنَّ من أجلِّ مقاصدِ الشريعةِ الحُسنَى، أن تَنعكِسَ جودتُها ومحاسِنُها عَلى العبادِ، فينبتُوا نباتَاً حَسَناً، ولهذَا امتدحَ اللهُ الذينَ اتبعُوهُ بإحسانٍ؛ ذلك أنَّهُم انسجَمُوا مَعَ أمرهِ بالعَدلِ والإحسانِ، فمتَّعَهُمُ اللهُ متاعَاً حَسناً، ورزقهم منهُ رِزقَاً حَسناً، ووَعدهُم اللهُ وَعداً حَسنَاً، وأجرَاً حَسنَاً، وهَل جَزاءُ الإِحسَانِ إلا الإحسَانِ ؟!! . ولمَّا كَانتِ أغراضُ النَّاسِ تتفاوتُ باختِلافِ الصفاتِ جَودةً ورَداءةً، انعكَسَ هَذا علَى رَغائبِهِم، وبَانَ ذلكَ فِي مُعاملاتِهِم، وانبثقَ عن ذلكَ أثرٌ للجَودةِ والرَّداءةِ فِي عقودِ المُعاملاتِ الدائرةِ بينَهُم، ومِن هُنا فإنَّ تنزيلَ أثرِ الجودةِ والرَّداءةِ فِي محلِّ العُقودِ بِصُورِهَا، وضَوابِطِهَا، وفقهِهَا، يساهُمُ في حَسمِ مَادةِ الخِلافِ المُتوقَعِ، أو النِّزاعِ المُرتَقَبِ .. ولأَجلِ هَذا وذاكَ؛ رأيتُ أن أجلِّيَ أحكامَ الشريعةِ المتعلقةَ بِهذَا المَوضوع، لِيعقلَها العبادُ، ويعيشُوا في كَنفِهَا راضينَ مُطمئنينَ، وقد بَعُدَت عليهمُ الشُقَّةُ، وطَال عليهمُ الأَمدُ، فحيثُمَا شرعُ اللهِ تعَالى فثمةَ مصالحُ العِبادِ، ولهذا آثرتُ أن يكونَ البحثُ تحتَ عنوانِ: الجَوْدَةُ وَاْلرَّدَاءَةُ وأَثَرُهُمَا عَلَى أَحْكَامِ المُعَاْمَلَاْت

توثيق المرجعي (APA)

خصائص الدراسة

  • المؤلف

    الاسطل, محمد محمد علي

  • سنة النشر

    2011

  • الناشر:

    الجامعة الإسلامية - غزة

  • المصدر:

    المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة

  • نوع المحتوى:

    رسالة ماجستير

  • اللغة:

    العربية

  • محكمة:

    نعم

  • الدولة:

    فلسطين

  • النص:

    دراسة كاملة

  • نوع الملف:

    pdf

0المراجعات

أترك تقييمك

درجة تقييم