أحكام الخلوة في الفقه الإسلامي وتطبيقاتها في المحاكم الشرعية في قطاع غزة pdf

تفاصيل الدراسة

أحكام الخلوة في الفقه الإسلامي وتطبيقاتها في المحاكم الشرعية في قطاع غزة pdf
0

0المراجعات

أحكام الخلوة في الفقه الإسلامي وتطبيقاتها في المحاكم الشرعية في قطاع غزة pdf

ملخص الدراسة:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، فصلوات ربي وتسليماته عليه. أما بعد... فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ليستخلفه في الأرض ويستعمره فيها، كما قال تعالى عن خلق آدم عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ)؛ أي ليعمر الأرض، والعمارة كما هو معلوم لا تتحقق إلا إذا بقي هذا النوع الإنساني، واستمرت حياته على الأرض يزرع ويصنع، ويبني ويعمر، ويؤدي حق الله عليه، وبقاء هذا النوع لا يتحقق إلا باجتماع الجنسين الذكر والأنثى، على أي وجه مشروع كان، وهذا موجود في كل أنواع الحيوان والطيور، لكن الله سبحانه وتعالى لم يسو بين الإنسان وغيره من المخلوقات، بل فضله وكرمه، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَاتَفْضِيلًا). وتفضيل الإنسان يقتضي أن يكون تكاثره بطريق أشرف من مجرد الاختلاط، فشرع لهم الزواج طريقاً لاجتماعهم حتى يكون بقاؤهم أكمل وجوه البقاء، وأخبر بأنه من أكبر النعم التي أنعم الله بها علينا في معرض امتنانه وبيان آلائه، فقال جل شأنه:(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً). وفي آية أخرى جعله آية من آيات قدرته،قال تعالى: (وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ) ثم أحله صراحة وأمر به في غير آية، قال سبحانه وتعالى بعد أن بين المحرمات من النساء: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْأَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً )، وقال تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ). والرسول -صلى الله عليه وسلم- رغب فيه بشتى أنواع الترغيب، روي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم--: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء"، أي وقاية لأنه مضعف للشهوة. وروي عن أنس -رضي الله عنه-: "أن نفراً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-- سألوا أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-- عن عمله في السر؟ فقال بعضهم: لا أتزوج، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فحمد الله وأثنى عليه، فقال: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني". ولما كان عقد النكاح يقتضي التأبيد فقد أجاز الشارع الحكيم للخاطب النظر إلى من يريد تزوجها، وقيده جمهور العلماء بالوجه والكفين، وزاد بعضهم القدمين. ويجوز له تكرير النظر إليها إن احتاج إليه ليتبين هيئتها، فلا يندم بعد النكاح، إذ لا يحصل الغرض غالباً بأول نظرة، كما قال صاحب مغني المحتاج -رحمه الله-. ثم إن الخاطب ليس في حجاب عنها، فيسن لها أن تنظر منه غير عورته وهي ما بين السرة والركبة. ولم يكتف بعض المسلمين -وللأسف- بهذا النظر، فسمحوا لكل من الخاطبين بالخلوة فيما بينهما، ليتعرفا على أخلاق بعضهما، وليتأكدا من الصفات الجسمية في كل منهما -على حد زعمهم- فأباحوا للخاطب والمخطوبة الخلوة والاختلاط بحجة التعرف على أخلاق المخطوبة ودراسة أخلاق الخاطب، ليكون كل منهما على بينة من أمر الآخر صحة وأخلاقا وتهذيبا... وغير ذلك، وما ذلك إلا تقليد أعمى لأهل الشرك والضلال. ولكن السؤال المهم ماذا لو اختلى الخاطب بمخطوبته -سواء كانت الخلوة صحيحة أم فاسدة- ثم زهدها ونفض يده منها، ماذا يترتب على ذلك من آثار شرعية من وجوب مهر وعدة وثبوت نسب وميراث... هذا ما سأتحدث عنه في هذه الرسالة -إن شاء الله تعالى-.

توثيق المرجعي (APA)

خصائص الدراسة

  • المؤلف

    السلاخي, رياض حسين

  • سنة النشر

    2002

  • الناشر:

    الجامعة الإسلامية - غزة

  • المصدر:

    المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة

  • نوع المحتوى:

    رسالة ماجستير

  • اللغة:

    العربية

  • محكمة:

    نعم

  • الدولة:

    فلسطين

  • النص:

    دراسة كاملة

  • نوع الملف:

    pdf

0المراجعات

أترك تقييمك

درجة تقييم