بحث عن التسرب المدرسي

التسرب المدرسي

التسرب المدرسي هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة التلاميذ الذين يتركون المدرسة دون الحصول على شهادة تعليمية كاملة، ويمكن أن يكون هذه الظاهرة نتيجة لعدة عوامل مثل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، الصعوبات التعليمية، أو مشكلات الصحة النفسية والجسدية.

ويشير مفهوم التسرب المدرسي إلى الانحراف عن المسار المدرسي المتوقع، وترك الدراسة قبل الانتهاء منها، وهي مشكلة شائعة في العديد من البلدان حول العالم، وقد يتسبب التسرب المدرسي في العديد من المشاكل والآثار السلبية على الفرد والمجتمع. ولذلك، تحاول المؤسسات التعليمية والحكومات تطبيق إجراءات وبرامج تساعد في الحد من ظاهرة التسرب المدرسي وتشجيع التلاميذ على الاستمرار في التعليم.

إذ تؤثر ظاهرة التسرب المدرسي على الفرد بعدة طرق، فهي تؤدي إلى عدم الحصول على فرص العمل المناسبة والإنتاجية المرتفعة، وتسهم في زيادة معدلات الفقر والجريمة في المجتمع. كما أنها تؤدي إلى انخفاض مستوى التعليم في المجتمع، مما يؤثر على تنمية المجتمع وتطويره.

أسباب التسرب المدرسي

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة التسرب المدرسي، ومن بين هذه الأسباب:

1- ضعف النظام التعليمي: قد يكون هناك ضعف في نظام التعليم وفي المناهج التي يتم تدريسها، مما يؤدي إلى عدم استيعاب الطلاب للمادة وعدم فهمها بشكل جيد.

2- ظروف المدرسة: يمكن أن تكون ظروف المدرسة سيئة وغير ملائمة، مثل الفصول المزدحمة أو عدم وجود التجهيزات اللازمة للتعليم، وهذا يؤثر على تركيز الطلاب وإدراكهم للمواد التعليمية.

3- التحديات الاجتماعية والاقتصادية: قد يعاني الطلاب من تحديات اجتماعية واقتصادية تؤدي إلى عدم قدرتهم على الحضور إلى المدرسة بشكل منتظم، مثل المشكلات الأسرية أو الفقر.

4- عدم الرغبة في الدراسة: يمكن أن يكون هناك عدم الرغبة في الدراسة من قبل الطلاب، وهذا يعود إلى عدة عوامل مثل عدم فهم أهمية التعليم أو عدم وجود الدعم اللازم من الأسرة والمجتمع.

5- العمل: يمكن أن يكون العمل سبباً للتسرب المدرسي، حيث يعمل الطلاب بدوام جزئي أو كامل ولا يستطيعون الحضور إلى المدرسة بشكل منتظم.

6- عدم وجود الدعم اللازم: يعاني بعض الطلاب من صعوبات تعلمية أو اجتماعية أو نفسية، ويحتاجون إلى الدعم والمساعدة من المدرسة والأسرة والمجتمع للتغلب على هذه الصعوبات.

أنواع التسرب المدرسي

هناك عدة أنواع للتسرب المدرسي ومنها:

1- التسرب المؤقت: وهو التسرب الذي يحدث نتيجة غياب مؤقت للطالب عن المدرسة، ويمكن أن يكون نتيجة للمرض أو ظروف شخصية أو أحداث طارئة.

2- التسرب النهائي: وهو التسرب الذي يؤدي إلى ترك الطالب المدرسة دون العودة مرة أخرى، ويحدث غالبًا بسبب تعرض الطالب لصعوبات تعليمية أو مشاكل اجتماعية أو نفسية.

3- التسرب الفني: وهو التسرب الذي يحدث بسبب عدم تمكن الطالب من الانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى، مثل عدم تحقيق الشروط الأكاديمية اللازمة للانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية.

4- التسرب المدرسي الإداري: وهو التسرب الذي يحدث نتيجة قرارات إدارية، مثل فرض الإيقاف المؤقت أو النهائي على الطالب بسبب تصرفات غير مناسبة.

5- التسرب المدرسي الاقتصادي: وهو التسرب الذي يحدث بسبب ضعف الحالة الاقتصادية للأسرة، ويؤدي إلى تعطيل تحقيق الطالب للتعليم المستمر بشكل مناسب.

فئات التلاميذ المتسربين

تختلف فئات التلاميذ المتسربين بحسب السبب والظروف التي تؤدي إلى تسربهم، ومن بين هذه الفئات:

1- التلاميذ ذوي الدخل المنخفض: وهم الذين يعانون من صعوبات اقتصادية وعدم القدرة على تحمل تكاليف الدراسة والمصروفات المدرسية.

2- التلاميذ الذين يعانون من صعوبات تعليمية: وهم الذين يجدون صعوبة في مواكبة المنهج الدراسي ويحتاجون إلى مساعدة إضافية ودعم تعليمي.

3- التلاميذ الذين يواجهون صعوبات اجتماعية: وهم الذين يعانون من مشاكل اجتماعية مثل التمييز العرقي أو الديني أو اللغوي أو الثقافي أو مشاكل في العائلة.

4- التلاميذ الذين يواجهون صعوبات نفسية: وهم الذين يعانون من مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر النفسي ومشاكل السلوك.

5- التلاميذ الذين يعانون من صعوبات صحية: وهم الذين يعانون من مشاكل صحية تمنعهم من حضور الدروس والاستمرار في التعليم.

ويجب توفير الدعم اللازم لهذه الفئات لمنع حدوث التسرب المدرسي وتحسين فرص نجاحهم في التعليم.

الآثار المترتبة علي التسرب المدرسي

ينجم عن التسرب المدرسي العديد من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع، ومن أهم هذه الآثار:

1- زيادة معدلات الفقر: حيث يزيد تسرب التلاميذ من فرص العمالة في الوظائف ذات الأجور المنخفضة والتي تتطلب مهارات وتعليم محدود، وبالتالي تفاقم معدلات الفقر في المجتمع.

2- تفاقم مشكلة البطالة: فالتلاميذ الذين يتسربون من التعليم يكونون غير مؤهلين للحصول على الوظائف ذات الأجور العالية، مما يزيد من معدلات البطالة.

3- زيادة معدلات الجريمة: حيث يكون التلاميذ الذين يتسربون من التعليم عرضة للانخراط في الجريمة والعنف، ويزيد ذلك من معدلات الجريمة في المجتمع.

4- تقليل فرص النجاح في الحياة: حيث يتسبب تسرب التلاميذ من التعليم في تقليل فرص النجاح والتقدم في الحياة، ويجعل من الصعب عليهم الحصول على فرص عمل جيدة وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.

5- تقليل مستوى التعليم والثقافة في المجتمع: حيث يؤدي التسرب المدرسي إلى تقليل مستوى التعليم والثقافة في المجتمع، مما يؤثر على التطور والتقدم الاجتماعي والاقتصادي.

مكافحة ظاهرة التسرب المدرسي

تحتاج الإجراءات العلاجية للمتسربين إلى تدخل شامل من قبل المدرسة والأسرة والمجتمع، ومن بين هذه الإجراءات:

1- البحث عن الأسباب: يجب على المدرسة والأسرة والمجتمع البحث عن الأسباب التي أدت إلى التسرب المدرسي، وتحديد الصعوبات التي يواجهها الطالب ومحاولة حلها.

2- تقديم الدعم النفسي والتعليمي: يحتاج المتسربون إلى الدعم النفسي والتعليمي لمساعدتهم على تحسين أدائهم الأكاديمي وعودتهم إلى المدرسة، ويمكن تقديم هذا الدعم من خلال العديد من البرامج والخدمات التعليمية المختلفة.

3- العمل على تحسين بيئة التعليم: يجب العمل على تحسين بيئة التعليم في المدارس وتوفير الإمكانيات والمرافق اللازمة لتحسين جودة التعليم ورفع مستوى الأداء الأكاديمي للطلاب.

4- التواصل مع الأسرة: يجب على المدرسة التواصل مع الأسرة وتحديد الصعوبات التي يواجهها الطالب في المنزل، والعمل على حل هذه الصعوبات بالتعاون مع الأسرة.

5- العمل على تحفيز الطلاب: يحتاج المتسربون إلى الحفاظ على الدافع والتحفيز للعودة إلى المدرسة والاستمرار في التعلم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء برامج وأنشطة تحفيزية تتماشى مع اهتمامات الطلاب.

6- تعزيز التعاون بين الجهات المعنية: يجب تعزيز التعاون بين المدرسة والأسرة والمجتمع والجهات الحكومية المعنية بالتعليم للعمل على حل مشكلة التسرب المدرسي.

الدراسات السابقة:

دراسة ابو عسكر (2009)

بعنوان : “دور الإدارة المدرسية في مدارس البنات الثانوية في مواجهة ظاهرة التسرب الدراسي بمحافظات غزة وسبل تفعيله” دراسة أجريت حول دور الإدارة المدرسية في مدارس البنات الثانوية في مواجهة ظاهرة التسرب الدراسي بمحافظات غزة، وذلك من خلال تفعيل دورها ومحاولة الحد من هذه الظاهرة. تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، وأداة الدراسة هي استبانة تم توزيعها على 68 مديرة مدرسة، وقد حصل المجال التربوي على المرتبة الأولى بوزن نسبي 80.94%، فيما حصل المجال الاجتماعي على المرتبة الثانية بوزن نسبي 80.17%، ولم توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لكل من متغير سنوات الخدمة والمؤهل العلمي والمديرية التي تتبع لها المدرسة. وقد أوصت الدراسة بتنظيم رحلات ترفيهية للطالبات وزيارة الأماكن الأثرية البارزة، وإشاعة جو المحبة والود بين المعلمات والطالبات، والعمل على ربط الطالبات اللاتي يتكرر غيابهن بالأنشطة المدرسية، وتوظيف الواجبات المدرسية بما يخدم البيئة التعليمية ومتابعتها داخل الحصة، بالإضافة إلى إعادة النظر في سياسة الترفيع التلقائي لأن نجاح الطالبة دون الاهتمام بمستواه ليس هو الحل.

دراسة الصويلح (2018م)

هدفت الدراسة إلى تعرف دور الإدارة المدرسية في الحد من تسرب الطلاب في مدارس التعليم الثانوي العامة في دولة الکويت، وتقصي ما إذا کان هناک فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى الجنس، الوظيفة وسنوات الخبرة. ولتحقيق هدف البحث، قام الباحثان ببناء استبانة وزعت على (18) من مدراء المدارس الثانوية و(36) من المدراء المساعدين الذين تم اختيارهم عشوائيا. وأوضحت النتائج أن الإدارة المدرسية تلعب دورا مهما في الحد من التسرب الدراسي من وجهة نظر مدراء المدارس والمدراء المساعدين في ثانويات التعليم العام في دولة الکويت. کما أوضحت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة المشارکين ممکن أن تعزى لمتغيرات البحث.

دراسة القرني (2019م)

بعنوان “تسرّب طلاب مدارس الموهبة دراسة حالة لمدرسة الفيصلية للبنين والمدرسة الثامنة والعشرين بعد المائة للبنات” تم إجراء بحث لتحديد أسباب تسرب الطلاب في مدارس الموهبة في مدرسة الفيصلية للموهوبين (ذكور) ومدرسة 128 للموهوبات (إناث) في جدة، وتم استخدام منهج الوصف ودراسة الحالة واستبانة للبحث، وشملت العينة 139 طالبًا وطالبة موهوبين، 84 من الفيصلية و55 من مدرسة 128، واستخدم برنامج SPSS للإحصائيات. وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسطين للاستجابات حول الخدمات التأهيلية التي تقدمها إدارة المدارس. وأوصت الباحثة بضرورة اختيار المعلمين المؤهلين والتركيز على تحديث البرامج الإثرائية وتوظيف خريجي تخصص الموهبة والتفوق.

الخاتمة

حيث يمثل التسرب المدرسي مشكلة تعليمية واجتماعية خطيرة تؤثر على الفرد والمجتمع، ويتسبب في تفاقم البطالة والفقر والجريمة والتخلف الاجتماعي. ولذلك، تحتاج هذه المشكلة إلى اهتمام كبير وإجراءات وبرامج حكومية وتعليمية متكاملة لمواجهتها وحلها، وتشجيع الطلاب على الاستمرار في التعليم وإتمامه، وتوفير الدعم اللازم لهم لتحقيق ذلك. وعلينا جميعًا أن نعمل سويًا لمكافحة هذه المشكلة وتحقيق التعليم الشامل والمستدام لجميع فئات المجتمع.

مراجع

  • الاتحاد العربي للتربية والثقافة والعلوم. (2016). التسرب المدرسي في الوطن العربي: حالة الكويت كنموذج.
  • الحسيني، خالد وحمزة، جاسم. (2016). التسرب المدرسي في المدارس الأردنية: أسباب وعواقب.
  • الدوسري، سالم والعصيمي، نورة. (2018). التسرب المدرسي في المملكة العربية السعودية: أسباب وحلول.
  • الشمري، سالم والراشد، محمد. (2015). التسرب المدرسي في دولة الإمارات العربية المتحدة: أسباب وحلول.
  • عبدالرحيم، محمد. (2016). التسرب المدرسي في مصر: أسباب وحلول.
  • مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. (2018). تقرير المؤسسة السنوي لعام 2017: التسرب المدرسي في قطر.
ووردبريس › خطأ

كان هناك خطأ فادح في هذا الموقع.

معرفة المزيد حول استكشاف الأخطاء في ووردبريس.