التنمية المهنية لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا وأثرها في مستوى التحصيل الدراسي لطلاب الصف الثاني ثانوي pdf

تفاصيل الدراسة

التنمية المهنية لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا وأثرها في مستوى التحصيل الدراسي لطلاب الصف الثاني ثانوي pdf
0

0المراجعات

التنمية المهنية لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا وأثرها في مستوى التحصيل الدراسي لطلاب الصف الثاني ثانوي pdf

ملخص الدراسة

       إن التنمية المهنية للمعلمين بشکل عام من الأمور الضرورية والملحة لتطوير التعليم وتحسين مخرجاته, فإن معلمي التعليم الثانوي هم أولى بالعناية والرعاية وإتاحة الفرصة لهم للانخراط في أجود برامج التنمية المهنية, لان التعليم الثانوي هو المدخل الرئيس للتعليم العالي والجامعي, ومعلم هذه المرحلة له دور مهم وفعال في تهيئة شخصية الطالب المستهدف من قبل المجتمع وتوجيهها, وغرس القيم المرغوبة والمقصودة فيه (دانييل هامبيل ، 2012 : 92 ) .
    حيث إن کل ما يستخدمه المعلم من أساليب واستراتيجيات تدريسية تؤثر في تکوين شخصية وعقول ومستوى تحصيل الطلاب, وهذا يتطلب أَنْ يُنْمَّيَ المُعَلِّمَ في هذه المرحلة نفسيا وأکاديميا وشخصيا وثقافيا وخلقيا, ليکون واعيا مثقفا واسع الأفق ؛ فيؤثر إيجابيا في شخصية الطالب.
وبناء عليه فقد اهتم الفکر التربوي المعاصر بإعداد المعلمين بصفة عامة - ومعلمي  علم  النفس بصفة خاصة - إعداداً يستند الى مبادئ وأسس تتيح له أن ينطلق من قاعدة راسخة في سنوات الإعداد، ذلک أن إعداد المعلم في هذا العصر عمل لا ينقضي بتخريج المعلمين من مؤسسات الإعداد، بل إن کفاءة التدريس تتطلب مجهودات متواصلة بقصد تحسين الأداء المهني للمعلمين ([1]) .
وتعد مادة علم النفس من المواد المهمة التي  يتم تدريسها بالمرحلة الثانوية بليبيا، مما يتطلب الاهتمام بإعداد معلمي علم النفس وتنميتهم مهنياً ؛ ولا سيما أنه طرأ في الآونة الأخيرة تحول في مفاهيم التنمية المهنية للمعلمين في أثناء الخدمة، فأصبحت أکثر شمولاً وتجاوزت مجرد التدريب على إتقان بعض مهارات التدريس وتخطيط الدروس ورفع الکفايات، إلى آفاق أوسع من النمو المهني، فأصبحت الاحتياجات المعرفية والمهارية والوجدانية للمعلمين تلقى اهتماماً کبيراً في إطار مفهوم المهنة ([2]).
         وعليه فلابد أن يمتلک معلم علم النفس المهارات والقدرات التي تمکنه من مواصلة التنمية في أدائه المهني والتدريسي کمعلمي المواد الأخرى([3])، وتأتي أهمية ذلک من کون علم النفس بحکم طبيعته يتعرض لقضايا نفسية واجتماعية لها من الأبعاد والعلاقات ما يجعلها ذات صلة بالتطور الفکري والعقلي للمتعلم([4]).
وقد أکدت عديد من البحوث والدراسات السابقة المرتبطة – بدول العالم بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة ودولة ليبيا بصفة أخص - أهمية برامج التنمية المهنية المقدمة للمعلم في أثناء الخدمة ومنها:
فقد أشار (فوزي شحاتة ، 2009)  إلى ضرورة تطور التنمية المهنية للمعلمين في ضوء مجموعة من المقترحات کوجود الحوافز المادية والأدبية، التي تعمل على إيجاد الدافعية على النمو بمستواه الأکاديمي والمهني والثقافي والاجتماعي، وضرورة التقويم والمتابعة الدورية لتحديد المستويات المهنية للمعلمين في ضوء التنمية المستدامة.
ويرى (نجم الدين نصر، 2010) أن التنمية المهنية للمعلم مهمة جداً، وأن هناک اتجاهات عديدة لتحسين التنمية المهنية المستدامة للمعلمين ومنها: الاتجاه القائم على مفهوم التنمية المستدامة، والاتجاه القائم على استخدام تکنولوجيا التعليم، والاتجاه القائم على الکفايات، والاتجاه القائم على المدرسة کمؤسسة معززة لتنمية المعلم.
ودراسة کل من, (Chong darakul ، 2003 : 67 ) ، (Stotsky ، 2004 : 54 ) ، ( Heller، 2010 : 125 ) ، ( وصافيناز محجوب, ورحاب علواني ، 2012 : 4 ) ،  والتي أشارت إلى ضرورة التنمية المهنية للمعلمين، من خلال إعدادهم الجيد داخل کليات التربية .
وقد أظهرت نتائج  بعض  الدراسات والبحوث التي أجريت في البيئة العربية والليبية أن برامج التنمية المهنية بالدول العربية بصفة عامة و دولة ليبيا بصفة خاصة، تواجه کثيرًا من المشکلات والمعوقات وأوجه القصور، ومنها:
دراسة (عمر العربي الحاج ،2011 : 82-83) والتي رصدت عديد من أوجه هذا القصور؛ على النحو التالي:
-         تصميم برامج التنمية المهنية مرکزياً من خلال وزارة التعليم، وعدم استنادها على حصر علمي دقيق للاحتياجات الفعلية للمعلمين، وکذلک عدم وجود دور للمشرفين التربويين في وضع هذه البرامج.
-         قصر مدة هذه الدورات، وانعقادها في أوقات غير مناسبة.
-         عدم وجود معايير ثابتة لاختيار المعلمين المشارکين في برامج التنمية المهنية.
-         تقليدية أساليب هذه البرامج، وخلوها من المجالات التربوية الجديدة، وعدم وجود جهاز فني وإداري متخصص في مجال التنمية المهنية للمعلمين في ليبيا.
وکذلک دراسة (محمد الزروق، 2011 : 63-64) والتي أشارت إلى:
-       عدم الاهتمام بالتعرف على حاجات المعلمين قبل إعداد برامج التدريب، إلى جانب عدم اتباع الأساليب العلمية في رصد هذه الاحتياجات.
-       عدم مشارکة المعلمين في وضع الأهداف الخاصة بالبرامج والتخطيط لها.
-       الاعتماد على طرق ووسائل تقليدية قديمة في تطوير أداء المعلم وتدريبه وتنميته مهنياً.
ودراسة (عبد السلام القلالي ، 2012 : 12-16-19) والتي اکدت أن  من أهم ملامح المنظومة التعليمية بليبيا التي ظهرت في العقود الماضية - ما  قبل ثورة (17)  فبراير- تدني مستوى المعلم ماديا ومعنويا ومهنيا؛ ومن ثم  فإن أکبر الإشکاليات تتمثل في إعداد وتدريب  المعلمين وإعادة تأهيلهم، حيث جاء بتقرير التنافسية العالمية (الشاملة (الصادر عن) المرکز العالمي للتنافسية والأداء) التابع للمنتدب الاقتصادي الدولي عام (2010/2011م)، والذي يتضمن مسحاً لـ (139) دولة؛ وأن ليبيا احتلت الترتيب الخامس والتسعون (95) في مؤشر محسنات الکفاءة "" التعليم والتدريب" ، کذلک احتلت الترتيب الاخير عالميا ًوعربياً  فيما يتعلق بنوعية التعليم في العام الدراسات) 2009), اما في مؤشر تدريب المعلمين أثناء الخدمة، فقد جاءت ليبيا بترتيب (134) عالميا و(12) من (15) عربيا في أثناء العام الدراسي (2010/ 2009 م)، کذلک جاءت ليبيا بترتيب (134) عالميا والأخير عربياً في العام الدراسي (2010/ 2009 م) ، في مؤشر توفير الأبحاث التخصصية والخدمات التدريبية الحالية .
وقد أشارت دراسة (عبد الله صالح ، 2014 : 75-78) إلى عديد من المعوقات التي تشوب عملية التنمية المهنية للمعلم، وأن برامج التنمية المهنية للمعلمين تعاني من قصور وسلبيات عديدة، تحتاج إلى معالجات تطويرية للنهوض بها، وتحسين جودتها، ومن هذه الصعوبات والسلبيات:
-       ضعف الاعتمادات المالية المرصودة مما يقلل من أهمية التنمية المهنية ويجعلها موضوعاً هامشياً في أولويات العملية التعليمية.
-       عدم وجود جهة مختصة لتقييم دورات وبرامج التنمية المهنية للمعلمين وبرامجها.
-       عدم وجود متخصصين في تصميم وتنفيذ برامج التنمية المهنية في المواد الدراسية والمهنية المختلفة وتنفيذها.
والتعليم الثانوي يأتي على قمة الأولويات بليبيا؛ فکما انه القاعدة الأساسية وبوابة الدخول إلى التعليم العالي والجامعي, فإنه له کذلک ضرورة اجتماعية واقتصادية ، فهو السبيل لتمکين المواطنين من المشارکة الايجابية في عملية التنمية ، وتأهيلهم للدخول إلى سوق العمل.
وفي هذا السياق أقرت السياسة التعليمية في ليبيا برامج التنمية المهنية من خلال بعض الخطط والبرامج لتطوير التعليم؛ من أبرزها المخطط العام للبنية التعليمية الجديدة الذي أقرته وزارة التعليم(الخطة التدريبية العامة للعاملين في قطاع التعليم ، طرابلس ، 2012) ووضعت ضمنه برامج الدورات تدريبية في أثناء الخدمة والتي عرفت بـــــ (دورات التأهيل التربوي)، لتحسين الأداء المهني للمعلمين، إلا أن تلک البرامج أظهرت قصوراً واضحاً، واعترضتها الکثير من المعوقات، منها ما يتعلق بالتنظيمات الإدارية؛ کالمرکزية السائدة في النظام التربوي على کافة مستوياته مما أدى إلى عدم المرونة في التخطيط لبرامج التنمية المهنية, وعدم مراعاة الظروف الأسرية والعلمية للمعلمين, وقد انعکس ذلک على مستوى أداء المعلمين وعلى تحصيل طلابهم (حميدة التهامي اندش ، 2012 : 12 ).
وحالياً- عقب قيام ثورة 17 فبراير 2011م - وسقوط النظام السابق وانهيار المؤسسات الدولة، کثرت اعتصامات المعلمين والطلاب واحتجاجاتهم, الأمر الذي ترتب عليه عدم الاهتمام بتنمية المعلمين بالمرحلة الثانوية بصفة عامة وتدهور مستوى أدائهم المهني نتيجة لذلک ، وباطلاع الباحث على التقرير الصادر عن المرکز العام للتدريب وتطوير التعليم عن تنفيذ برامج التدريب للعام (2013 م) (تقرير تنفيذ برامج التدريب وتطوير التعليم في ليبيا، 2013 : 1- 12) ، تبين عدم إدراج أي برنامج للتنمية المهنية تستهدف معلمي علم النفس للمرحلة الثانوية بليبيا.
وفي هذا السياق ومن خلال المسح المرجعي وفي حدود ما توافر للباحث تأکد أنه لم تتوافر بحوث ودراسات تتناول برامج التنمية المهنية التدريبية الخاصة بمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا رغم الأهمية القصوة لمثل هذه الأبحاث, الأمر الذي قد يؤثر على مستوى تحصيل الطلاب، مما دعا إلى إجراء هذا البحث لتطوير برامج التنمية المهنية المقدمة لمعلمي علم النفس في المرحلة الثانوية للوقوف علي نقاط القوة لتدعيمها، ونقاط الضعف لتقويتها وتحسينها واقتراح أساليب للتغلب عليها من خلال تقديم برنامج مقترح.
وبناء على ما تقدم من اطلاع الباحث على الدراسات والبحوث المرتبطة والتقارير بالإضافة إلى الدراسة الاستطلاعية وخبرته العلمية والعملية تُفَّرِزُ الدافع إلى إجراء هذا البحث "برنامج مقترح للتنمية المهنية لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا وأثره في مستوى التحصيل الدراسي لطلاب الصف الثاني " .

([1]) عبد الرحيم محمد البدري: إعداد المعلم وتأهليه بنظام التعليم بليبيا، مؤسسات إعداد المعلم في ظل المتغيرات الجديدة وبرامج تدريب المعلمين في أثناء العمل، مجلة جامعة قاريونس، بنغازي، العدد الأول، 6-8 نوفمبر، 2012 ، ص 5،8.

([2])على محمد أبو المعاطي إبراهيم: فاعلية برنامج تدريبي مدمج قائم على الاحتياجات المهنية لتنمية الأداء التدريسي والاتجاه نحو مهنة التدريس لدى معلمي الدراسات الاجتماعية، رسالة دکتوراه ، جامعة عين شمس ، کلية التربية، 2016، ص 4 .

([3]) عبير بسيوني حسن العوضي: تطوير منهج علم النفس بالمرحلة الثانوية في ضوء متطلبات تنمية الإبداع، رسالة دکتوراه، کلية التربية- فرع بنها، جامعة الزقازيق، 2001، ص 35.

([4]) إبراهيم عباس الزهيري: الإدارة المدرسية والصفية، منظومة الجودة الشاملة، سلسلة التربية وعلم النفس، (القاهرة، دار الفکر العربي ) ، 2012، ص 66.  

خصائص الدراسة

  • المؤلف

    العجيـل ، فـرج مفــتاح الفيتوري

  • سنة النشر

    04 - 02 - 2020 

  • الناشر:

    جامعة عين شمس، کلية البنات للاداب والعلوم التربوية

  • المجلد/العدد:

    المجلد: 20 الجزء الحادی عشر

  • المصدر:

    مجلة البحث العلمى فى التربية

  • الصفحات:

    1115 - 1134

  • نوع المحتوى:

    بحث علمي

  • اللغة:

    العربية

  • ISSN:

    2356-8348

  • محكمة:

    نعم

  • الدولة:

    مصر

  • النص:

    دراسة كاملة

  • نوع الملف:

    pdf

معلومات الوصول

0المراجعات

أترك تقييمك

درجة تقييم