ملخص الدراسة

إن طبيعة الصمم وضعف السمع, ودرجتها, والعمر الزمني الذي حدثت فيه, ومدى توافر الخدمات المختلفة کالتدريب على النطق و التدريب السمعي و قواميس لغة الإشارة والوسائل السمعية المعينة, تعتبر عوامل مهمة في تحديد طريقة التربية والتعلم و التواصل المناسبة والملائمة والأکثر فائدة, کما أن استخدام طريقة بعينها يجب ألا يقود إلى رفض مطلق للطرق الأخرى.
       وعندما نريد أن نحدد الفلسفة التربوية والتعليمية المناسبة والملائمة سواءً کانت التعليم الشفهي أو ثنائي اللغة – ثنائي الثقافة أو التواصل الکلي. فذلک يعتمد على عدة عوامل تلعب دورا مهما في نجاح هذه الطريقة مع الطفل الأصم أو ضعيف السمع. فلا بد من وجود عدد من المتطلبات ومنها بقايا سمعية کافية واستخدام معينات سمعية مناسبة وملائمة تساعد على استقبال واستخدام اللغة المنطوقة. وکذلک لابد من وجود مهارات لغوية مناسبة وملائمة لدى الطفل الأصم أو ضعيف السمع تم اکتسابها في فترة مبکرة من حياته. وأيضا لابد من أن يکون لدى الطفل الأصم أو ضعيف السمع نسبة ذکاء مناسبة وملائمة تعطي مؤشراً على إمکانيات وقدرات الطفل على القدرة على تحسين وتطوير واکتساب اللغة المنطوقة. بالإضافة إلى ذلک يعتبر الدعم الأسري أمراً مهماً في تنمية مهارات السمع والکلام لدى الطفل الأصم أو ضعيف السمع، وهذه من متطلبات التعليم الشفهي.
     بالإضافة الى ما سبق، فعند ترجيح ثنائي اللغة _ ثنائي الثقافة أو التواصل الکلي، ينبغي الاخذ بعين الاعتبار وجود لغة اشارة عند الطفل وأسرته، حتى يتسنى له الاستفادة من هذه الفلسفات التربوية والتعليمية بشکل سليم. وقد أکون متحيزا نحو فلسفة معينة ولکن ذلک لا يخولني في فرض هذه الفلسفة على طفل ما. نظراً لأن مثل هذا القرار يحتاج الى فريق عمل متعدد التخصصات ومتکامل تشترک فيه الأسرة والطفل.
     لذلک قمت بهذا البحث لتسهيل المهمة على المتخصصين وجميع العاملين والمهتمين في مجال تربية وتعليم الأطفال والطلبة الصم وضعاف السمع، للبدء في الترکيز وإعادة النظر حول الطرق والفلسفات القديمة والمتبعة  في تربية وتعليم الطلبة الصم وضعاف السمع، بطريقة خاطئة أو مخالفة لما وضعت له، وذلک من خلال تنمية وتطوير وتحديث هذه الفلسفات لتتماشى مع التقدم الهائل في تکنولوجيا المعينات السمعية وزراعة القوقعة الالکترونية والکشف والتدخل المبکر لحديثي الولادة، والتوجهات العالمية الحديثة في تربية وتعليم الأطفال و الطلبة الصم وضعاف السمع، ولکي يتم تبني الاتجاهات العالمية الحديثة في مجال الفلسفة التربوية والتعليمية المناسبة والملائمة للأطفال والطلبة الصم وضعاف السمع في المملکة العربية السعودية بشکل خاص والدول العربية بشکل عام، فأن هذا البحث والذي هو من واقع خبرة تدريسية بمجال تربية وتعليم الطلبة الصم وضعاف السمع بوزارة التعليم بالمملکة العربية السعودية، لمدة ثلاثة عشر عام ابتدأت منذ تاريخ المباشرة في الوزارة 5/8/1427ه، وتاريخ المباشرة بالمدرسة 9/8/1427هـ، ومستمر على رأس العمل حتى الآن. فأن هذا البحث يتقدم بعدد من المقترحات والتوصيات، وهي ما يلي:
1)    دعوة الباحثين في مجال تربية وتعليم الطلبة الصم وضعاف السمع في المعاهد والکليات والجامعات ومراکز البحوث في الدول العربية، لمزيد من الاهتمام بإجراء البحوث والدراسات حول الاتجاهات الحديثة، في فلسفات تربية وتعليم الطلبة الصم وضعاف السمع.
2)    دعوة الباحثين في مجال تربية وتعليم الطلبة الصم وضعاف السمع في المعاهد والکليات والجامعات ومراکز البحوث في الدول العربية، للمزيد من الاهتمام بإبراز القضايا المتعلقة بأهمية الکشف المبکر و التدخل المبکر للفقدان السمعي، وأهمية برامج التدخل المبکر في تنمية مهارات السمع والکلام لدى الأطفال والطلبة الصم وضعاف السمع.
3)    دعوة الجهات الصحية لتطوير وتفعيل برامج الکشف المبکر، والتعرف المبکر للفقدان السمعي.
4)    العمل على تزويد الأسر العربية بالتوجهات الحديثة في فلسفات تربية وتعليم الطلبة الصم وضعاف السمع، کخيار تربوي وتعليمي متاح للأطفال والطلبة الصم وضعاف السمع.
5)    البدء في أنشاء خطط وبرامج إعداد المعلمين والمعلمات، التي ترکز على أهمية الشراکة والتعاون بين أخصائي السمع، وأخصائي اللغة والکلام، ومعلم التربية الخاصة مسار تربية وتعليم الطلبة الصم وضعاف السمع، وأيضاً البدء في تقديم خطط وبرامج أثناء الخدمة، التي تقوم على إيجاد اتجاهات إيجابية نحو العمل التعاوني بين هؤلاء المتخصصين، والعمل على تدريبهم باتجاه تنسيق العمل المشترک الفعال.
     وفي الختام، بينما يسير ويعبر أطفالنا والطلبة الصم وضعاف السمع إلى (رؤية 2030) من هذا العصر، والمشتملة على التقدم الهائل في تکنولوجيا المعينات السمعية وزراعة القوقعة الالکترونية والکشف والتدخل المبکر لحديثي الولادة، فأن الآباء والمتخصصين في تربية وتعليم الطلبة الصم وضعاف السمع، ينظرون إلى فلسفات تربية وتعليم الطلبة الصم وضعاف السمع المتطورة والحديثة، کعلم تطبيقي ينبني على أساس أهداف موضوعية ومدروسة يمکن قياسها وتقييمها وتشخيصها بشکل شامل.