ملخص الدراسة:

عمد هذا البحث الى الكشف عن التباين المكاني لظاهرة الفقر مقاسه بحجمه المتمثل بمعدل انفاق شهري للفرد على الحاجات الاساسية لايزيد على 105 ألف دينار.وقد تحقق ذلك من خلال تصنيفه في فئات باستخدام تقنية إحصائية تأخذ طبيعة التوزيع الإحصائي له بنظر الاعتبار.ومن ثم تمثيلها في رتب على الخريطة باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية . ولتلمس العلاقات المكانية لمتغير حجم الفقر بكل من المتغيرات التي ذهبت اليها فرضية الدراسة في مجال هذا التباين ، وهي متغيرات خصائص السكان البيئية والاجتماعية والاقتصادية(عدد سكان الريف،وعدد سكان الحضر،وعدد السكان الأميين ،وحجم الاسرة ، وعدد من يمتلكون مساكن ، والبطالة ) .تم تصنيف وتمثيل كل منها على الخرائط بالطريقة نفسها التي تعاملنا بها مع متغير حجم الفقر. ولتفسير التباين المكاني لحجم الفقر بشكل دقيق تم استخدام تقنية الارتباط التي اظهرت ان العلاقات بين حجم الفقر و كل من هذه المتغيرات غير عالية وهي ذات اتجاه طردي. لكن علاقته تظهر عالية مع المتغيرات المستقلة مجتمعة . كما ان معامل تحديده يقدم تفسيرا كبيرا للتباين المكاني لمتغير حجم الفقر أيضا،وان كان على صعيد العراق.وقد اظهر استخدام (الانحدار المتعدد خطوة خطوة) أهمية في الكشف عما لا يفسره كل من هذه المتغيرات من التباين المكاني لحجم الفقر على مستوى المحافظة وما يفسره منه وهذا حققته البواقي النسبية . وقد حصلنا انموذج للعلاقات يضم تلك المتغيرات السكانية التي يظهر لها دور كبير في تفسير التباين المكاني لمتغير حجم الفقر.وهذه المتغيرات حسب أهميتها هنا ،هي كل من حجم سكان الريف ،و عدد العاملين في الزراعة ، و حجم السكان الأميين على التوالي. ويكشف ظهور التجمعات المكانية للقيم الموجبة والسالبة ، للبواقي النسبية ،لكل من المتغيرات عن افتقار منطقة الدراسة للتجانس ، مما يتيح وضع او تعديل خطط التنمية التي تتناول موضوع الفقر بالشكل الذي يتم فيه التركيز على تلك الحدات المساحية التي تظهر فيها اعلى قيم للبواقي النسبية ...