ملخص الدراسة:

تمثل القراءة اتجاهاً حديثاً من اتجاهات النقد الأدبي الحديث ؛ لأنها نقلت مركز الإهتمام في العملية النقدية الإبداعية من منبعها (المبدع) ، إلى مصبها (المتلقي) ؛ مما جعلها تولد منابع أخرى يُستسقى النص منها ، وبهذا يتوالد النص مرات عدة بحسب القراءات المختلفة ، وهي بهذا تعمل على إضفاء مزيد من التأويلات في محاولة لإنتاج نص جديد يوازي النص الأول ، وبذلك تصبح القراءة تشييداً وإسهاما فاعلاً في إنتاج معانٍ أخـَر تضاف إلى ما يقدمه النص بوصفه قراءة أولى لعالم النص المتاح . يمثل هذا البحث محاولة لاستقراء مفهوم القراءة على مستويات متعددة بدءاً بالمستوى اللغوي وصولاً إلى تحول القراءة إلى منهج معـرفي يتداخل مع كثير من اتجاهات النقد الأدبي الأخرى . وقد حاولت استقراء هذه الآراء من خلال وجهات نظر مختلفة وجدتها في الكتب التي عني اصحابها بالنقد الأدبي الحديث. فالقراءة عملية رافقت النص على امتداد الإنتاج المعرفي في آداب العالم ، وبذلك أصبحت منهجاً مقترحاً يعمل على إنتاج معطيات جديدة تضفي على دور القارئ مزيداً من الاهتمام والعناية بوصفه الطرف الثالث من أطراف عملية الإبداع ، فالقراءة إبداع مستمر ومتجدد ، وفاعل يصوغ النص صياغة جديدة للكشف عن مسارات معرفية متقدمة .