ملخص الدراسة:

ان المدارس التعليمية من المؤسسات المهمة في بناء أية أمة على وجه البسيطة، لاسيما الأمم التي تبنى على أساس المنهج الديني، إذ ان الاديان هي مجموعة من الكلمات التي تكون دستورا حياتيا بما يفرضه الله عز وجل، ومن هنا فان الاسلام بوصفه أحد الاديان التي انزلها الله تعالى على سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) جاء في كلمات ضمن آيات محكمات ضمها القرآن الكريم، ولتبليغ الدعوة الاسلامية ونشرها في ربوع الارض فان التعلم والتعليم يكون فرضا توجبه ضرورات التبليغ، وعليه كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يحث المسلمين على التعلم ومحو الامية، فضلا عن ضرورات بناء الأمة المحمدية، بوصفها دولة دينيية أقامت صرح قاعدتها في ربوع الجزيرة العربية لتمتد في أصقاع الارض مترامية الاطراف بما ييسره الله تعالى لمن يحمل راية التبليغ من المسلمين، على رأسهم نبيهم الاكرم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهكذا نشأت المدارس التعليمية منذ بداية الدعوة الاسلامية، في مراكز عنيت بالتبشير بالدعوة وتعليم أصول الدين، في بيته (صلى الله عليه وسلم) وبيوتات المسلمين الاوائل في مكة المكرمة، وفي بيته (صلى الله عليه وسلم) والمسجد النبوي والشريف وأماكن تعددت واختلفت في معمارها وطبيعتها، من منازل وزوايا السوق والصحاري والطرقات، في المدينة المنورة بعد الهجرة، متخذا البحث العناصر الثلاث الذي اتخذها التربويون بوصفها مفردات لتكوّن المدرسة، ألا وهي المعلم والموضوع والتلميذ، لتكون مفردات التكوين المؤسساتي للمدرسة بعيدا عن المكان والزمان، وبهذا تنوعت وأختلفت المدارس في شكل معمارها، تبعا للمكان الذي يخصص أو تفرضه الضروف التي تجمع هذه العناصر الثلاث لتكوّن مدرسة دائمية تضم تعليما منتظما يشكل مراحل تعلمية متعددة، منها الاولية والثانوية والجامعية، بما تحدده غايات تلك المدرسة، فكانت المدارس في عصر النبوة في اشكال متعددة منها الدائمية ومنها المؤقتة، تبعا لطبيعة الهدف الذي يحدده المعلم أو المتعلم في بعض الاحيان، وعليه حاول هذا البحث تغطية هذه الموضوع في مسح تاريخي يركز على التعريف بالمدارس في عصر النبوة وأهم ما تميزت به من خصائص، وأبرز من تصدى للتعليم فيها.