ملخص الدراسة:

الحمد لله الذي أَنزل القرآن معجزةً علمية خالدة، والصلاة والسلام على من كانت رسالته رحمة شاملة في الدنيا والآخرة سيدنا محمد، ورضي الله تعالى عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم وسار على نهج القرآن إلى يوم الدين.أما بعد؛ فإن من عظمة قرآننا الكريمِ كونه كتاب هداية وإعجاز، نُزِّل بأسلوبٍ يتحدى الناس جميعاً في كل العصور، فكان إعجازاً خالداً، وما نتج من ثورات علمية وتكنلوجية وتوسع العلوم والمعرفة وتطور المخترعات والمكتشفات في العصر الحديث ومن خلال المنهج التجريبي، هو الكشف عن جوانب جديدة من الإعجاز العلمي القرآني، والتي كانت قبل قرن من الزمان في عالم الغيب، فكان هدفي من هذا البحث كمسلم مهتم بدراسة القرآن الكريم وإعجازه أن أُبين بأن القرآن العظيم قد اشتمل على حقائق علمية سبقَ العلوم في ذكرها، ولا يمكننا أن ندرك مدى سعتها وحجمها، وتأتي أهمية هذا البحث في عصرِنا؛ لكونه أسلوباً في الدعوة إلى دين الله تعالى بطريقة تتناسب مع عصر تفجر المعرفة العلمية وثورة الوسائل التقنية الذي نعيشه، فإذا كان المعاصرون للرسولِ قد عاينوا كثيراً من معجزاتهِ، فإنّ الله تعالى أَرَى أهلَ عصرِنا معجزةً لرسولِه تتناسبُ مع عصرِهم؛ ليتبيَّنَ لهم أنّ القرآنَ الكريم حقٌ، فجعلَ الله تعالى النظرَ في الكون، الذي تقومُ عليه العلومُ التجريبيّةُ طريقاً إلى الإيمانِ به وبرسولهِ وبديِنه الحقِّ . ولتوضيح المحاور ومن أجل الإحاطة بالبحث، فإنني لا أحتاج إلى تقديم الأمثلة وهي زاخرة في كتب الإعجاز العلمي، فسرت بمشيئة الله تعالى لعرض المحاور التي تخص عنوان بحثي وهي :المحور الأول : الإِعجاز العلميِّ ماهيتهُ وأهميتهُ في عصر التقنيات الحديثة .والمحور الثاني: المنهج التجريبي المعاصر وأثره في كشف الإعجاز القرآني وتقوية عقيدة المسلم .والمحور الثالث : ضوابط وحدود البحث في الإِعجاز العلميِّ . والمحور الرابع : الإعجاز العلمي برهانٌ على صحة وخلود القرآن وعالمية الإسلام .فإذا أدركنا أهميَّةَ الإعجاز العلمي في تقويةِ الإيمان، وفي فهْمِ ما خُوطِبْنَا به في القرآن، وفي تحفيزنا إلى الأخذِ بأسباب النهضةِ العلميةِ التي تتوافقُ مع ديننا الحنيف، وفي دعوةِ غيرِ المسلمين إلى هذا الدِّينِ العظيم، ودفع الفتنِ عن عقولِ المسلمين؛ ولشدة حاجتنا إلى سلاح العلم والمعرفة، تبيَّنَ مِن ذلك كلِّه أنّ البحث في الإعجاز العلمي مِن أهمِّ فروضِ الكفايات في عصرنا .