ملخص الدراسة:

تعد مدينة بيهق من المدن المهمة والبارزة في خراسان عامة ونيسابور خاصة، فهي تشكل ربع من أرباع نيسابور، هذا إضافة إلى كونها تحتوي على الأرباع أيضاً، فلقد شهدت هذه المدينة نشاط ثقافي على صعيد العالم الإسلامي. وقد اتسمت بالانفتاح الذي جعلها منبعاً من ينابيع العلم والمعرفة، فلقد جذبت العديد من المفكرين والعلماء والأدباء المشهورين، من جميع العالم الإسلامي إلى موطنها الأصلي بمختلف الاختصاصات والمجالات، ومنهم من خرج من بيهق كضوء ساطع ينير للعديد في مجالات علومهم المتنوعة فنجد العالم أبو علي الحسين بن أحمد بن محمد السلامي، من أعلام خراسان عامة وبيهق خاصة، ومن رجال العلم والأدب فقد تميز بصفات العالم المتواضع والمعطاء فقد أفاد الكثير بمؤلفاته وعلمه، وقد تتلمذ على يد شيوخ عدة، وتعلم على يده العديد من التلاميذ، وقد دلت مصنفاته العلمية الكثيرة والمتنوعة على مدى براعة هذا العالم الذي كان موسوعة كبيرة لعديد من المؤرخين والعلماء الذين أشاروا إلى علمه ومكانته العلمية.وعليه فلا يفوتني أن أذكر مدى جهود العديد من العلماء الذين خرجوا من بيهق والذين دخلوا وعاشوا فيها إذ عُدت مركز مهم للثقافة، وضمت العديد والآلاف من العلماء الذين لا يحصى عددهم، وهي إن دلت على شيء فهي بدون شك تدل على مدى تاريخنا وتراثنا العلمي والمستوى الرفيع الذي وصل إليه هؤلاء العلماء الذين حاولوا بعلمهم وثقافتهم ان يواجهوا أخطر الصعاب في عهد هذه الأمة العربية الإسلامية وغيرها من الأمم.