ملخص الدراسة:

سبحان الله مصدر الحق والعدل والخير في الكون الفسيح، والحمدُ لوافر نعمائه مُيسِّر كلمة التقوى لمن يتوق إلى أن يلهج بحسنى أسمائه، أكبر من كل كبير.ما حفزني إلى الخوض في هذا الموضوع أن كثيراً من الباحثين يَعُدُّون كثيراً من الأسماء أسماء مصادر لمجرّد تَضَمُّنها أحرُفَ المصدر مع التغيير المخِفّف للصيغة أولاً، وأن كتب النحو مصادرها ومراجعها لا تتطرّق لمثل هذا التمايز المهم جداً إلاّ في النادر الذي إن ذُكِر فإنه لا يُبحَثُ على النحو الذي يتناسب مع أهميته. والنحاةُ حين يذكرون هذا النادر يَقصُرونه على كلمتين أو بضع كلمات ويتركون المشترك اللفظي الذي كان سيحسم الالتباس ويسكّن عطش القائل:أنا حيرانُ ولِلأَمْــر وضوحٌ والتباسُحقاً أرى أنه يستحق اهتمامي به وإفرادي له هذه الصَّفَحات التي آمُلُ أن تجعل الصورة في موضعها. وبذكر عَيّنة من المفردات نعلم أن (إعطاء) مصدر يدلّ على الحدث عامل عمل الفعل حين يَقتضي السياق، وأن (عطاء) اسم مصدر يدلّ على الحدث أيضاً ويعمل عمل فعله في نحو:وبَعْدَ عَطائِكَ المِئةَ الرِّتاعاحين لا يَميز عن (إعطاء) إلا في حذف الهمزة الذي حمل ابنَ الناظم على عدِّه المصدر نفسه بعد تخفيف همزته( ).غير أن ما لم ألحظه في مصادر النحو هو أن (عطاء) إذا كان بمعنى (ما يُعطى) من المال أو العلم أو العمل... الخ. لم يلفت انتباهَهم إلى وجوب تشخيصه وتمييزه عن (عطاء) الحَدَث. سَنَبسُط الكلام على هذا الموضوع في الصفحات التاليات إن شاء الله عسى أن يوفّقنا الله في وضع النقاط على الحروف، كما يقولون، فيما يتعلّق بالمهمّ من الأمر.