الطرفة في الأدب الفلسطيني (دراسة تحليلية) pdf

تفاصيل الدراسة

الطرفة في الأدب الفلسطيني (دراسة تحليلية) pdf
0

0المراجعات

الطرفة في الأدب الفلسطيني (دراسة تحليلية) pdf

ملخص الدراسة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فلا أخفي أنني كنت توجست خيفة من الإقدام على اختيار هذا البحث بالذات، ذلك لأنه استقر في أذهان الغالبية من الناس، أن الطرفة لا تعني إلا الضحك الذي يقود إلى البعد عن الرصانة والاتزان، بل ربما أدرجها البعض في إطار الهزل، وجملة اللغو الذي لا طائل منه، ولا فائدة من ورائه، وغاب عن بالهم أن الطرفة الرصينة- بالإضافة إلى ما تشيعه من أجواء المرح والانبساط- تعالج قضايا الأمة، وتسلط الأضواء على همومها وآلامها، وتصور الحياة الاجتماعية عند الأقوام بكل دقائقها، وتفاصيلها، فهي مرآة المجتمع، ذلك أنها تصور الكثير من جنباته ونفسيات أهله وهي (خير مرآة تنعكس عليها أحوال كل مجتمع، وما مرّ به من أحداث، وما اكتسب من مقومات، وما اندمج في خلقه من سمات). كما أنها تتعرض لما يعانيه المجتمع من مشاكل بالتلميح الهادف، أو التعريض اللاذع، فهي ليست لهواً فارغاً، ولا عبثاً رخيصاً، ولا شيئاً مبتذلاً، بل لن أكون مغالياً إذا قلت إن الطرفة من أقدر ألوان الأدب تعبيراً عن هموم الواقع، ومعاناة الشعوب، ذلك أنها نتاج أدبي ينبع من دافع نفسي جمعي، كما أنها من أكثر ألوان الأدب جرأة وجسارة في نقد المجتمع، وذوي الجاه، وأصحاب النفوذ والسلطان، حيث تعتمد في تصوير الواقع، أو التعبير عن المعاناة، على المعاني المزدوجة التي تتكيء على البراعة اللغوية، لأنها وسيلة لنقل خبر، أو إدراك شيء بأسلوب مجازي لا يعتمد المعنى المباشر، ثم هي من أكثر الأجناس الأدبية شيوعاً وانتشاراً، لما تثيره من دواعي السخرية والتهكم والاستهزاء، وذلك لسهولة حفظها، وسرعة ترديدها وانتشارها بين الناس، يقول "النويري" مشيداً بأهميتها (وهذا الباب مما تنجذب النفوس إليه، وتشتمل الخواطر عليه، فإن فيه راحة للنفوس إذا تعبت وكلت، ونشاطاً للخواطر إذا سئمت وملت، لأن النفوس لا تستطيع ملازمة الأعمال، بل ترتاح إلى تنقل الأحوال، فإذا عاهدتها بالنوادر في بعض الأحيان، ولاطفتها بالفكاهات في أحد الأزمان، عادت إلى العمل الجد بنشطة جديدة، وراحة في طلب العلوم مديدة). كما أن الطرائف كذلك (تعلّم الإنسان التسامح، ورحابة الصدر، وسعة الأفق). إنها وثيقة سجلت من خلالها الشعوب واقعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، كما لا يجوز أن يُغفل دورها في التعبير الصادق عن قضايا الشعب، والأمراض النفسية التي يصاب بها الأفراد، كالحمق والجبن والغرور والبخل والأنانية وغيرها من العادات الذميمة، والخصال القبيحة، وهي تصور في كثير من الأحيان قطاعات عديدة من المجتمع، وتحلل كثيراً من نوازع النماذج البشرية، كما أنها تروّح عن النفس، وتزيل الهم عن قلب المغوم، وترسم على الشفاه الفرح والسرور، وتخفف من أثقال الحياة، وتقلل من أعباء الواجبات المنوطة بالإنسان، وتبعد شبح الانطوائية، وتساعد على الهروب من عناء الواقع، والاستمتاع بلذة الحياة، وتصرف الألم والمشقة عن الإنسان، وبالتالي فهي تعيد إلى النفس التفاؤل والأمل والصفاء (لأن النفس المطبوعة على الرحمة، أو على حسن الذوق، تجد في الملهاة منصرفاً لما تنطوي عليه من العطف والشوق إلى الكمال، واجتناب التشويه). وكلما كانت الطرفة تحمل روح الفكاهة، وأسلوب السخرية والاستهزاء، كلما كان لها مذاق خاص، وكان وقعها على النفوس أشد وأقوى، وكل طرفة تلمس قضية سياسية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو اقتصادية بطريقة ذكية هادفة، تكتسب أهمية عظمى، إذ تعد تسجيلاً صادقاً للواقع الاجتماعي، ومعايشة لحياة فئات من الناس، وما يعانون من مشاكل وصعوبات، وما تضطرب به معاملاتهم وعلاقاتهم من غش وخداع ولؤم.

توثيق المرجعي (APA)

الحمارنة, صالح محمد سليمان (2004). الطرفة في الأدب الفلسطيني (دراسة تحليلية). الجامعة الإسلامية - غزة. 17105

خصائص الدراسة

  • المؤلف

    الحمارنة, صالح محمد سليمان

  • سنة النشر

    2004

  • الناشر:

    الجامعة الإسلامية - غزة

  • المصدر:

    المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة

  • نوع المحتوى:

    رسالة ماجستير

  • اللغة:

    العربية

  • محكمة:

    نعم

  • الدولة:

    فلسطين

  • النص:

    دراسة كاملة

  • نوع الملف:

    pdf

0المراجعات

أترك تقييمك

درجة تقييم