ملخص الدراسة:

تناولت هذه الدراسة: الحياة العلمية في فلسطين في مرحلة الصراع الصليبي الإسلامي من 491-690هـ/1098-1291م ، فقد تميزت الحياة العلمية في فلسطين خلال القرن الخامس الهجري ، وقبيل العدوان الصليبي عليها بالحيوية والنشاط ، حيث أنشأ الفاطميون مراكز علمية متعددة ، منها: دار العلم الفاطمية ، والمستشفى الفاطمي الذي كان يؤدي خدماته التعليمية والعلاجية ، وخلال حكم الأتراك السلاجقة بعد منتصف القرن الخامس الهجري ، شهدت فلسطين خاصة بيت المقدس إحياءً ثقافياً ، خاصة دراسات الفقه وعلم الحديث وعلم الكلام والتفسير ، وأصبح المسجد الأقصى يعج بالعلماء والفقهاء والطلبة وحلقات الدرس والمناظرة ، وكان من كبار العلماء الوافدين إلى بيت المقدس العالم الإمام الغزَّالي الذي ساهم في تفعيل الحركة العلمية في فلسطين إلى جانب العلماء المسلمين الآخرين الذين قدموا من مختلف أقطار العالم الإسلامي. وفي أواخر القرن الخامس الهجري/القرن الحادي عشر الميلادي قدمت إلى الشرق الحملة الصليبية الأولى ، واستطاع الصليبيون احتلال بيت المقدس سنة 492هـ/1099م ، ثم تواصل العدوان الصليبي على فلسطين وتم احتلال معظم المدن الفلسطينية باستثناء عسقلان التي احتلها الصليبيون في سنة 548هـ/1153م. ومن أهم نتائج العدوان الصليبي على فلسطين ، قيام الصليبيين باقتراف أبشع المجازر ضد المسلمين إذ قتلوا حوالي 70 ألفاً داخل بيت المقدس ، إضافة إلى بروز ظاهرة هجرة الفلسطينيين إلى خارج فلسطين ، ومنهم آل قدامه الذين نزحوا إلى دمشق ، وأبدعوا في مجال العلم، فكانت لهم مكانة علمية عالية من خلال نبوغهم وإبداعاتهم في تأليف كثير من التصانيف ، خاصة في العلوم الدينية ، وممن اشتهر من الفلسطينيين في الخارج الإمام العالم القاضي الفاضل الذي كان الساعد الأيمن للملك الناصر صلاح الدين ، والذي بنى في القاهرة سنة 580هـ/1184م ، المدرسة الفاضلية ، وهي من أعظم مدارس مصر. وفي ظل الاحتلال الصليبي لفلسطين ركدت الحركة الفكرية في فلسطين ، وخاصة بيت المقدس ، وأخمد الصليبيون الحركة الفكرية التي كانت تشيع في بيت المقدس قبيل الاحتلال ، وبالرغم من ذلك ، حاول الصليبيون الإفادة من الشرق نتيجة اندماجهم وتعاملهم مع المسلمين ، فراحوا يقلدون ما عند الأهالي من مظاهر اجتماعية وأنظمة إدارية وعناصر فكرية ، وبهذا كانت الحروب الصليبية عاملاً من العوامل التي أدت إلى انتشار معارف الشرق في الغرب. وبعد معركة حطين الخالدة التي حدثت سنة 583هـ/1187م ، وتحرير معظم المدن الفلسطينية ، أخذت الحياة العلمية في فلسطين في النهوض ونشطت الحركة الفكرية ، وعادت مظاهرها من جديد ، وقدم إلى فلسطين وخاصة بيت المقدس عدد كبير من العلماء ، من مصر والشام وغيرها ، الذين ساهموا في إحياء وبعث النشاط الفكري في فلسطين ، وأقيمت المدارس والمراكز العلمية والدينية ، كما قام السلاطين والملوك الأيوبيون والمماليك بدعم وتشجيع الحياة العلمية ، فاستقبلوا العلماء في بلاطهم وأكرموهم ، وأغدقوا عليهم الأموال والجوائز. وفي عهد الأيوبيين والمماليك ازدهرت العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية والعلوم العقلية. وأنهى الباحث دراسته بخاتمة أورد فيها بعض النتائج التي توصل إليها ، إضافة إلى استعراض قائمة المصادر والمراجع وملاحق الدراسة.

توثيق المرجعي (APA)

المدني, رشاد عمر محمد (2005). الحياة العلمية في فلسطين في مرحلة الصراع الصليبي الإسلامي (491-690هـ /1098-1291م). الجامعة الإسلامية - غزة. 17612