ملخص الدراسة:

شغل موضوع الشيعة حيزاً كبيراً في التاريخ الإسلامي، وكانت لهم مواقف واضحة من الخلافة الإسلامية على وجه العموم، لكن العهدين الراشدي والأموي بلا شك كانا المدة التي تبلورت فيهما تلك المواقف بصورتها الأصلية. في تلك المدة كان أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ينأون بجانبهم عن تقلد أمور المسلمين، وكان علي بن أبي طالب يفضل أن يكون وزيراً ولا يكون أميراً، ولكن أمام إصرار جل الصحابة في المدينة المنورة رضي بأن يكون رابع الخلفاء الراشدين. اعتمد علي بن أبي طالب مبدأ الشورى في تعامله مع الرعية، فكان يشاور أصحابه قبل أن يبت في أي أمر من أمور المسلمين، فقد شاورهم في التحكيم فرضي معظمهم به، ولكن بعد انقضائه خرج فريق عنه وبقي فريق آخر يناصره أطلق عليه اسم الشيعة، وكانوا لا يتوانون عن مخالفة أميرهم في كثير من الأمور، وكان ذلك بطبيعة الحال ابتلاء له من الله وظلوا على ذلك إلى أن توفاه الله بالكوفة. استمر أهل البيت في مشاورة رعيتهم، وفي كل مرة يعد الشيعة أمراءهم من أهل البيت بأشياء ثم لا يوفون بها، عاهدوا الحسن بن علي على القتال معه، ولكن عندما اقترب جيش الشام نهب الشيعة سرادقه ونازعوه بساطاً كان يجلس عليه وجرحوه، أما أخوه الحسين فقد بايعوه ووعدوه النصرة وعندما جاءهم خذلوه وأسلموه، ثم أخذوا يبكون على موته. وقد عرف بعض أهل البيت طبائع الشيعة فعزفوا عنهم مثل علي بن الحسين الملقب بـ " زين العابدين"، وعمه محمد بن الحنفية، حيث رفضا أن يكونا مطية لأهوائهم، أما حفيد الحسين زيد بن علي فقد رفضه الشيعة لأنه لم يتكلم إلا بالخير عن أبي بكر وعمر فأطلق عليهم الرافضة، والحقيقة أنهم رفضوا رأي جماعة المسلمين الذين كانوا متفقين على أمرائهم.

توثيق المرجعي (APA)

رجب, حسام رشاد عطا (2007). موقف الشيعة من علي بن أبي طالب وأبنائه في العهدين الراشدي والأموي (11-132هـ/632-750م). الجامعة الإسلامية - غزة. 17636