ملخص الدراسة:

بذل المسلمون جهوداً عظيمة في تحرير أسراهم، انطلاقاً من تعاليم دينهم الذي زرع في نفوسهم أن المؤمنين إخوة، وأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم وأن أجراً عظيماً ينتظر من يبذل روحه أو ماله في تحرير عبدٍ مسلمٍ من الرق أو الأسر وقد شارك في تحرير الأسرى المسلمين الخلفاء والولاة والسلاطين والقادة والجيوش والعلماء والأغنياء والصالحون، وبذل كل منهم ما بوسعه لتحقيق هذا الهدف النبيل، فكم من حربٍ شنت في سبيل تحريرهم، وكم من معاهدة أبرمت من أجلهم، وكم من أموالٍ بذلت لفكاكهم. ونظراً لأن حركة الجهاد في الدولة الإسلامية لم تتوقف على أيَ الجبهات منذ العهد النبوي, فإن وقوع مسلمين في أسر الأعداء استمر في كل العهود وعلى الجبهات كافة، لكن بقاء الأسرى في يد الأعداء لم يدم طويلاً في معظم الأحيان عكس ما في زماننا، لأنهم وجدوا خلفهم رجالاً مؤمنين عرفوا واجبهم , وحق إخوانهم الأسرى عليهم , فبذلوا كل ما في وسعهم لإنقاذهم وفك أسرهم، وهذه الجهود الرائعة - السياسية والعسكرية والشعبية - تستحق أن تسجل، وتظهر مكانة الجندي المسلم وتبين حقه على المسلمين جميعاً، وتحفزهم اليوم حكاماً وقادة وعسكريين وعلماء وحركات على القيام بدورهم في تحرير أسراهم, وخصوصاً الأسرى الفلسطينيين الذين يقبع الآلاف منهم في سجون المحتلين اليهود منذ عشرات السنين، دون أن يسعى لتحريرهم حاكم أو عالم أو جيش.

توثيق المرجعي (APA)

عسلية, مروج حسن داود (2010). جهود المسلمين في تحرير أسراهم من (1هـ/692هـ) (621م/1292م). الجامعة الإسلامية - غزة. 17643