سيميائية نوازع النفس في القرآن الكريم pdf

تفاصيل الدراسة

سيميائية نوازع النفس في القرآن الكريم pdf
0

0المراجعات

سيميائية نوازع النفس في القرآن الكريم pdf

ملخص الدراسة:

كانت النفس وما زالت شمساً تنير آفاق العلماء والدارسين من بعدهم، يستمدون من أشعتها مادة خصبة لدراساتهم، فكان منهم الفلاسفة والعلماء والأدباء، لكل واحدٍ منهم زاوية خاصة به ينظر من خلالها إلى النفس الإنسانية بما جبلت عليه من صفات ميز بها الله سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر المخلوقات، وما صدر عنها من سلوكيات كانت مهد الدراسات التربوية والنفسية على مدار أحقاب زمنية طويلة، فمثّلت النفس الإنسانية لذلك زخماً علمياً لا ينتهي مدده ولا يحصر عدده، وقد قسّم القرآن الكريم النفس إلى ثلاثة أقسام: النفس المطمئنة، والنفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء ذكر لكل واحدة منها طبائعها وصفاتها، ممثلة بفكرها وسلوكها، ذاكراً حالها ومآلها. غير أنّ معظم الدراسات التي قامت عليها كانت من نصيب الفلاسفة والعلماء وكثير منهم المسلمين الذين انطلقوا من كتاب خالق النفس الأعلم بها ووحي نبيه المصطفى، الذين تغلغلوا فيها عرفوا تقسيماتها وخصائصها وأمراضها، فتجد الغزالي مثلاً وهو من العلماء البارعين في دراسة النفس يقسم النفس إلى نفس عاقلة وغضبية وشهوانية غير منفصلة، تنشأ بينها صراعات تتحدد بغلبة إحداها على الأخرى، ونتيجة لهذه الصراعات تنشأ في النفس نوازع متفاوتة وقف عليها علماء النفس فصنفوها وعرّفوها، ثمّ ذكروا أعراضها وعلاجها. وبعيداً عن هذه الجهود العظيمة كلها التي قام بها علماء النفس، وقف الأدب العربي القديم وهو لسان حال الإنسان، الأقرب إلى نفسه الأعلم بمكنوناتها، وقف رفيقًا لها يصحبها في طيات أدبه كحركة من حركات كلماته، أو طيف من خيالات أوهامه وحقيقة واقعه، ثمّ جاء الإسلام الذي أنار الله به نفوس الناس وعقولهم بالإيمان واليقين، لتضاء بهم الدنيا من حولهم، جاء في معجزة ربانية هي كلام الله المعجز في لفظه وبيانه، تغلغل في كثير من سوره في مكامن نفس الإنسان بأنواعها المؤمنة والكافرة والمنافقة، فكان الأقرب إلى مكامنها، المحيط لها من كل جوانبها، الأعلم بما يختزن فيها يحركها أو يستتر بداخلها، قال الله سبحانه وتعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} الملك 14 عبّر القرآن بفرادة أسلوبه وإعجاز لفظه عما يعتمل في نفس الإنسان تعبيراً صادقاً، لا مجال لمقارنته بما أنتجته قرائح المبدعين البشرية العاجزة أمام كمال الله الذي خلق هذه النفس فسواها، وألهمها فجورها وتقواها، وهو القائل في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ق 16 كان المبدأ السابق دافع هذه الدراسة لبيان الإعجاز الفني والجمالي في تصوير القرآن الكريم لنوازع النفس الإنسانية، وكيفية رسمه لها من حيث أنواعها، وكيف تعامل القرآن معها داخلية وخارجية، ثمّ تركيز الضوء على البراعة في استخدام مستويات اللغة المناسبة للنزعة النفسية ما بين صوتية ونحوية وجمالية. ولمّا كثرت المناهج وتعدّدت الدراسات المستخدمة في كشف الأعمال الأدبية، تمّ اختيار السيميائية كمنهج بحث يقوم بتسليط الضوء على نوازع النفس وما تحمله من دلالات؛ إذ السيميائية من السيماء والسيمياء وهي العلامة والإشارة قال الله سبحانه وتعالى: {تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } البقرة 273 وقال سبحانه وتعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم} الفتح29، والسيميائية منهج نقدي يتناول العمل الفني بجميع جوانبه الداخلية والخارجية، يقوم على دراسة مفردات العمل الأدبي وما تحمله من علامات وإشارات لها دلالات بعيدة، ونظراً لأنّه لم يتم تطبيق المنهج السيميائي في الكشف عن فرائد الأسلوب القرآني المعجز، ارتأت الباحثة استخدامه في هذه الدراسة إذ به يمكن الوصول إلى جماليات رسم نوازع النفس وأنواعها، حيث يسعى القرآن الكريم وهو الدستور الرباني الذي شرعه الله لعباده لتطهير النفس الإنسانية من أدران شوائبها، فها هو في رسمه لها يحاول أن يرقى بالنفس المسلمة نحو الفضيلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فرسم النوازع النفسية بالأسلوب الرباني هو خير سلّم ترقى به النفس، وخير محكّ تقاس به الأعمال الأدبية التي تقدّم لأبناء المسلمين، فتغرس فيهم نفوساً طاهرة زكية، نقية من أدران الكفر والضلال، مبصرة بنور الحق واليقين، والباحثة تسعى بهذه الدراسة لأن تكون شمعة جديدة تضاء على موائد الأدباء؛ تمكنهم من إبصار جوانب أخرى في رسمهم للنفس الإنسانية، وميزاناً يستطيعون به تقدير أعمالهم وفق ما تقدمه إنتاجاتهم الأدبية من إرشاد وتعديل لشخصية القارئ المسلم. قسمت الدراسة إلى تمهيد وأربعة فصول، يتناول التمهيد النفس في الأدب العربي، ومستوى ظهورها في أعمال الأدباء الشعرية والنثرية، ومدى ظهورها في مقاييس النقاد الأدبية، ثمّ الفصل الأول وفيه تنظير للمنهج السيميائي المستخدم في الدراسة، بالتعريف بالمنهج، وذكر نشأته عند العرب والغرب، ثمّ أدواته وتحديد أساليب التحليل السيميائي للنصوص. ثمّ الفصل الثاني تقسم فيه النوازع النفسية إلى عقلية، وانفعالية، وفاعلية، أمّا الفصل الثالث فتحدد السيميائية دلالات الرسم الحسي، والرسم الاستبطاني، والرسم التقريري، والرسم التصويري للنوازع، ثمّ الفصل الرابع والأخير وتبحث السيميائية فيه عن دلالات الاستخدام اللغوي للنوازع على المستوى الصوتي، والنحوي، والجمالي. تُختم الدراسة بخاتمة تعرض فيها الباحثة أهمّ ما توصّلت إليه من نتائج، وتتبعها ببعض التوصيات التي قد تفيد الباحثين من بعدها، وتساعد في إثراء المكتبة العربية الإسلامية، وتعود بالنفع على أفراد المجتمع المسلم.

توثيق المرجعي (APA)

العمري, سائدة حسين محمد (2009). سيميائية نوازع النفس في القرآن الكريم. الجامعة الإسلامية - غزة. 18082

خصائص الدراسة

  • المؤلف

    العمري, سائدة حسين محمد

  • سنة النشر

    2009

  • الناشر:

    الجامعة الإسلامية - غزة

  • المصدر:

    المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة

  • نوع المحتوى:

    رسالة ماجستير

  • اللغة:

    العربية

  • محكمة:

    نعم

  • الدولة:

    فلسطين

  • النص:

    دراسة كاملة

  • نوع الملف:

    pdf

0المراجعات

أترك تقييمك

درجة تقييم