ملخص الدراسة:

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على بعض السمات الشخصية المميزة للأطفال المصابين بمرض الثلاسيميا الكبرى بمحافظات قطاع غزة . وتكمن أهمية الدراسة في كونها تناولت موضوعاً جديداً لم يسبق الباحث إليه أحد على مستوى فلسطين على حد علم الباحث، وندرتها على صعيد الدراسات العربية. وتكونت عينة الدراسة من (74) طفلاً تراوحت أعمارهم من (9 – 12) سنة منهم (39) ذكور ، (35) إناث .. وهذه العينة تمثل المجتمع الأصلي للدراسة. وكان سؤال الدراسة الرئيس : "ما سمات الشخصية المميزة للأطفال المرضى بالثلاسيميا ؟"، وانبثقت من السؤال الرئيس عدد من الأسئلة الفرعية هي: 1) ما سمات الشخصية المميزة للأطفال الذكور المرضى بالثلاسيميا؟ 2) ما سمات الشخصية المميزة للأطفال الإناث المرضى بالثلاسيميا؟ 3) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في سمات الشخصية بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تعزى إلى عامل الجنس؟ 4) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في سمات الشخصية بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى إلى عامل العمر؟ 5) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في سمات الشخصية بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تعزى إلى المستوى التحصيلي للأطفال المصابين؟ 6) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في سمات الشخصية بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تعزى إلى المستوى الثقافي للوالدين؟ 7) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في سمات الشخصية بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تعزى إلى المستوى الاقتصادي للأسرة؟ 8) هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في سمات الشخصية بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تعزى إلى المستوى الاجتماعي للأسرة؟ ولتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث باستخدام أداتي الدراسة وهما: مقياس تقدير الشخصية للأطفال. استمارة تقدير المستوى الاجتماعي الاقتصادي للأسرة. وذلك بعد التأكد من صدق وثبات المقياسين المذكورين ، ومن ثم تطبيقهما على عينة الدراسة (74) طفلاً خلال شهر تقريباً ، وبعد التطبيق جمعت البيانات ، وتم تحليلها باستخدام الأساليب الاحصائية التالية : لحساب الصدق والثبات لأدوات الدراسة قام الباحث باستخدام معاملات الارتباط لبيرسون واختبار مان – ويتني لعينتين مستقلتين Mann-Whitney test . للإجابة على سؤالي الدراسة الأول والثاني استخدم الباحث المتوسطات والتكرارات والانحرافات المعيارية والأوزان النسبية . للإجابة على سؤالي الدراسة الثالث والرابع استخدم الباحث اختبار "ت" لعينتين مستقلتين وغير متساويتين . "Unequal Independent samples T-test" . للإجابة على أسئلة الدراسة الخامس والسادس والسابع والثامن استخدم الباحث تحليل التباين الأحادي "One way Anova" ومن ثم استخدم اختبار شيفيه للمقارنات البعدية المتعددة. "Scheffe Post Hoc Test For Multiple Comparisons", بعد اختبار تحليل التباين الأحادي في السؤالين الخامس والثامن. أما النتائج التي توصلت إليها الدراسة فجاءت كما يلي: السمات الشخصية المقصودة في هذه الدراسة تميل إلى السياق الإيجابي نوعاً ما مع فروق بسيطة في مستوى توافر هذه السمات في الجنس نفسه من جهة ، وبين الذكور والإناث من جهة ثانية . إن سمتا الاعتمادية وعدم الثبات الانفعالي قد احتلتا المرتبتين الأولى والثانية للذكور والإناث ككل بأوزان نسبية (44.8%) ، (44.3%) على الترتيب . جاءت سمتا النظرة السلبية للحياة ، وعدم الكفاية الشخصية في المرتبتين الثالثة والرابعة للذكور والإناث ككل ، وبفارق طفيف في الأوزان النسبية لصالح الذكور . بينما احتلت السمات الثلاث الأخيرة في المقياس وهي : العدوان/العداء ، وعدم التجاوب الانفعالي ، والتقدير السلبي للذات المراتب الخامسة والسادسة والسابعة للذكور والإناث ككل أيضاً ، وهي تميل إلى الضعف ، أو عدم التوافر بشكل قوي وواضح وانحصرت أوزانها النسبية بين (26% - 29%) . لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 في سمات الشخصية بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى إلى عامل الجنس (ذكر ، أنثى) . 6. - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 في سمات الشخصية بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى إلى عامل العمر (10 سنوات فأقل – أكثر من 10 سنوات. - توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 في سمة النظرة السلبية للحياة بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى إلى عامل العمر (10 سنوات فأقل – أكثر من 10 سنوات) لصالح فئة (أكثر من 10 سنوات). 7. – لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في سمات العدوان/العداء ، عدم الثبات الانفعالي، والنظرة السلبية للحياة بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى لعامل المستوى التحصيلي. - وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.01 في سمات الاعتمادية ، عدم الكفاية الشخصية ، وعدم التجاوب الانفعالي بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى لعامل المستوى التحصيلي . - وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 في سمة التقدير السلبي للذات بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى لعامل المستوى التحصيلي . 8. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 في سمات الشخصية ككل بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى إلى عامل المستوى الثقافي للوالدين (مرتفع – متوسط – منخفض) . 9. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 في سمات الشخصية ككل بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى إلى عامل المستوى الاقتصادي للأسرة (مرتفع – متوسط – منخفض) . 10. - وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.01 في سمات الاعتمادية ، التقدير السلبي للذات ، عدم الكفاية الشخصية، وعدم التجاوب الانفعالي لدى الأطفال المصابين بالثلاسيميا تُعزى لعامل المستوى الاجتماعي للأسرة. - وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 في سمة النظرة السلبية للحياة لدى الأطفال المصابين بالثلاسيميا تعزى لعامل المستوى الاجتماعي للأسرة . - عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 في سمتي العداء/العدوان وعدم الثبات الانفعالي بين الأطفال المصابين بالثلاسيميا تعزى لعامل المستوى الاجتماعي للأسرة . وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات منها : وضع برنامج إرشادي يهدف إلى جعل الأطفال المصابين بالثلاسيميا أكثر استقلالية وقدرة وكفاءة على مواجهة مشاكلهم ، وأكثر واقعية واعتماداً على انفسهم ، ويجعلهم كذلك أكثر استقراراً في الجوانب المزاجية والعاطفية . ووضع برنامج نفسي ديني يهدف إلى معاونة أطفال الثلاسيميا على التغلب على العقبات التي تعوق نموهم الشخصي، وتعزز أقصى نمو لإمكاناتهم الشخصية كذلك تنمية وتطوير الجوانب الإيجابية في الشخصية بتشجيع هؤلاء الأطفال على تكوين الأصدقاء ، والمشاركة في أعمال وأنشطة اجتماعية وثقافية وترويحية ورياضية ، وتقبل الآخرين والتفاعل معهم وصولاً لتكوين شخصية سوية ، متوافقة ومتوازنة ، كذلك العمل على وضع آليات لتوعية طلاب المدارس ، والشباب والفتيات قبل سن الزواج بضرورة إجراء الفحوصات اللازمة للحد من انتشار هذا المرض إضافة إلى تقديم الإرشاد والتوعية اللازمة لجميع شرائح المجتمع عبر القنوات الصحية والتربوية والإعلامية وصولاً إلى منع هذه الحالات أو الحد من انتشارها إضافة إلى العمل على تأهيل كوادر ذات كفاءة وخبرة في المجالات الصحية والنفسية والاجتماعية لرعاية المرضى وعائلاتهم وتلبية احتياجاتهم وتخفيف الآثار الجانبية أو المضاعفات والتداعيات التي يسببها المرض ومن المقترحات التي حثت عليها ووضعتها هذه الدراسة .. تصميم برامج في الإرشاد الديني والتربوي والنفسي لتعزيز الجوانب الاعتقاديه والإيمانية لدى المرضى وعائلاتهم، وتطوير مستوى الفهم والمعرفة بالمرض والجوانب المختلفة ذات العلاقة به ، وزيادة الوعي الصحي والاجتماعي وصولاً إلى تهيئة الظروف التي تحد من الآثار والمضاعفات السلبية للمرض على الصعيد الصحي والنفسي والاجتماعي.

توثيق المرجعي (APA)

طافش, أسعد أحمد يونس (2006). دراسة السمات الشخصية المميزة للأطفال المصابين بمرض الثلاسيميا وعلاقتها ببعض المتغيرات. الجامعة الإسلامية - غزة. 20297