ملخص الدراسة:

الحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه, وعظيم سلطانه, والصلاة والسلام على رسولنا الكريم عدد قطرات الماء, وارتفاع السماء, وما في الكون من جمال وبهاء وبعد: فقد اهتم العلماء بعلم القضاء اهتماماً كبيرًا, لما له من دور بارز في إحقاق الحق, وتظهر أهمية هذا العلم من خلال الطرق التي رسمتها الشريعة لإثبات الحقوق من وسائل إثبات متنوعة, والشهادة من أهمها, فهي من أقوى الأدلة في الإثبات, فبالشهادة يمكن لنا إحقاق الحق, وإنصاف المظلوم, ونظرًا لأهمية الشهادة فإن الشريعة الإسلامية الغراء لم تترك هذا الأمر على إطلاقه, وإنما قيدت الشهادة بمن هو أهل لها, سواءً أكان من الرجال أم من النساء, فمعلومٌ أن التشريع الإسلامي قد اعتد بشهادة النساء, حيث جاء في قوله تعالى: { …وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ …}. فكما كان للرجل الحق في الشهادة, كان كذلك الأمر بالنسبة للمرأة, ولكن وفق ترتيبٍ سماوي عظيم, بحيث يتحقق بها العدل في هذه الأرض, التي جُبل الخلق فيها على التظالم, فكان لزاماً علينا رفع الظلم الذي حرمه الله, حتى على نفسه؛ لهذا كله, ونظرًا لأهمية موضوع الشهادة وعلى وجه الخصوص شهادة النساء, والتي كثر الحديث عنها من قبل دعاة التحرير بأنَّ الإسلام قد حط من قدر المرأة في الشهادة, وَنَقَصَ من أهليتها بأن جعل شهادة الرجل بشهادة إمرأتين, في الوقت الذي تناسى فيه أعداء الشريعة والدين أن الإسلام قد أعلى من شأن المرأة بأن أخذ بشهادتها في بعض القضايا منفردةً ودون رجل؛ لذا فإنني في هذا البحث تناولت موضوع شهادة النساء على حقوق الولادة والتي تكون غالباً في محضر من النساء, وتقع أكثر ما تقع تحت أعينهن، فالشريعة الغراء لم تتجاهل شهادتهن, لما لها من أثر في حفظ كثير من حقوق الولادة والتي قد تضيع بعدم الأخذ بشهادتهن، ومن أهمها إثبات النسب والرضاع والحضانة والنفقة، وقد استندت في بحثي هذا إلى معظم الآراء الفقهية التي استُنبطت من القرآن والسنة في مشروعيتها وجوازها.

توثيق المرجعي (APA)