أحكام الصلح في الدماء بين الناس في الفقه الإسلامي pdf

تفاصيل الدراسة

أحكام الصلح في الدماء بين الناس في الفقه الإسلامي pdf
0

0المراجعات

أحكام الصلح في الدماء بين الناس في الفقه الإسلامي pdf

ملخص الدراسة:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليماً كثيراً، أما بعد: فقد أرسل الله سبحانه رسولنا صلى الله عليه وسلم فختم به الرسل، وبعثه بدين خاتم أكمله وأتمه، وتلك حقيقة لا مراء فيها تضافرت على تعضيضها آيات مباركات وأحاديث نيرات وواقع مشاهد: { اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُم نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُم الإِسْلامَ دِيناً }، ثم إن هذا الدين بهذه العظمة صالح للتطبيق في كل زمان ومكان، صالح في كل حال يعيشها الناس من فرح وسرور، وفقر وغنى، وكسر وجبر. ومن تلك الأحوال التي يتقلب فيها الناس حال الخصومات، فإن العلائق والروابط مهما قويت بين الناس فلا بد من حدوث ما يهز تلك الوشائج الحميمة، ويعكر صفو الوداد بينهم من حوادث؛ كيف لا والشيطان يتربص بهم الدوائر، ويُجلب عليهم بخيله ورجله للتحريش بين المؤمنين؛ قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُم ". ثم إن الأكباد تتقاتل كما يقول مثالنا الموروث، فحالة الخصومة بين الناس حالة تكاد تكون طبيعية تقع في كل بلدة، بل في كل حي، بل في كل بيت، حتى بين زوجين قد أخذ كل واحد من الآخر ميثاقاً غليظاً. لذا فإن الإسلام بشموله لم يترك هذه الحالة دون أن يوليها أعظم اهتمام؛ لأن ديننا جاء برسالة الحب والوئام والصلح بين الناس، بل حتى بين الإنسان ونفسه التي بين جنبتيه، فلم يرض من الإنسان أن يكون عبوساً، بل كانت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن طلب منه الوصية أن قال له: " لا تَغْضَب "، واعتبر من المعروف إغداق البسمة على الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: " تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ"، وقال: " لا تَحْقِرَنَّ مِن المَعْرُوفِ شَيْئاً، وَلو أَنْ تَلْقَى أَخَاك بِوَجْهٍ طَلْقٍ". وحتى يبقى الوفاق ويلتئم الصف إذا وقعت ثلمة، فقد أجاز الشرع الكذب ـ الذي هو حرام في كل ديانة ـ لأجل هذا الغرض النبيل، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الكَذَّابُ الذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْراً أَوْ يَقُول خَيْراً ". ولما تعددت مشارب الناس وتنوعت قضاياهم، اختلفت أسباب الخصومة، فتراها أحياناً في أشياء حقيرة، وأحياناً يكون للخصومة ما يبررها من أسباب ومشاكل، فترى أحياناً خصومة بين الزوجين، وضع الإسلام لها الحلول المناسبة، وتراها بين أخوين، وتراها بين حاكم وبعض رعاياه، وأحياناً تتمثل في صورة حرب بين مسلمين وغيرهم، كل تلك الصور تجد في إسلامنا ما يقوِّم اعوجاجها، ويسد خللها؛ كل ذلك لتعيش الأرض كلها محضونة في كنف تلك الشريعة الغراء، محكومة برايتها البهيجة العلياء. ومن أعقد أنواع الخصومة والتي تتكرر كثيراً في بلادنا: الخصومة في الدماء بين قاتل وأهل قتيل، أو جارح وأهل جريح، وهذا النوع أيضاً لم يقف الإسلام أمامه ـ رغم تعقيده ـ مكتوف الأيدي، بل وضع له من الحلول ما يطفئ جذوته، ويحيله برداً وسلاماً، ويجعل الأعداء أولياء، ومن هذا المنطلق أحببت أن تكون رسالتي هذه مساهمة في وضع الحلول والضوابط والقيود لهذه النوعية المعقدة من الخصومة.

توثيق المرجعي (APA)

خصائص الدراسة

  • المؤلف

    الدالي, فادي عيسى عايش

  • سنة النشر

    2012

  • الناشر:

    الجامعة الإسلامية - غزة

  • المصدر:

    المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة

  • نوع المحتوى:

    رسالة ماجستير

  • اللغة:

    العربية

  • محكمة:

    نعم

  • الدولة:

    فلسطين

  • النص:

    دراسة كاملة

  • نوع الملف:

    pdf

0المراجعات

أترك تقييمك

درجة تقييم