ملخص الدراسة:

الحمد لله الذي وهب البشرية دين الإسلام، فكان سراجا منيراً، يضيء لها الطريق ؛ لينقذها من متاهات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وهذا يتجلى في خضم التطـور الاقتصادي الذي رافقه انتشار الربا، ومَثَّل قمة الظلم للبشر . إن نظام الفائدة يتعارض مع الشريعة الإسلامية، ولا بد من إيجاد نظام اقتصادي واجتماعي خالٍ من الربا والاستغلال والتسلط ،والدين الإسلامي قد تكفل بتحقيق مصالح العباد في كل زمان ومكان، والفقه الإسلامي بما اشتمل عليه من حيوية ومرونة قادر على مواجهة الصعاب، وحل المشاكل، وإعطاء الحوادث المتجددة ما يناسبها من أحكام . لذا فإن المصارف الإسلامية قد اتخذت أشكالاً وصوراً متنوعة في الاستثمار ، تؤدي إلى الربح الحلال الخالي من أكل المال بالباطل الذي نهى الله عز وجل عنه بقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَأْكُلُواْ أمْوَالَكُمْ بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ إِلا أنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مّنكُمْ..)، والبعيد عن الربا الذي حرمه الله سبحانه وتعالى عنه بقوله:(..وَأَحلَّ اللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا)..، وقوله تعالى : (يَا أيُّهَا الَّذِيَنَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ من الرِّبا إن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلوُاْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُون). إنَّ من أشكال الاستثمار المعروفة شرعا، والتي تمارسها المصارف الإسلامية المعاصرة المضاربة المشتركة . وللمضاربة أهمية عظمى في عالم الاستثمار، فهي أحد روافد المصارف الإسلامية على أساس المشاركة في الربح ، وتتمثل بدور المصـرف في استثمـار أمـوال المودعين، ثم تقوم بدور الممول لأصحاب الخبرة (المستثمرين)؛ لإتاحة فـرص الاستثمار لهم، واقتسام الأرباح معهم . وتمثل هذه الدراسة توجيه الجهود للاستثمار الحلال ، وتنمية المشاريع ، والشركات المساهمة وتحويل التجارة الداخلية إلى فكرة المشاركات ، وإسقاط الفائدة من كافة العمليـات الاستثمارية أخذا وعطاء ، وإنقاذاً للبشرية من أزمة النظرية الربوية ، وإحلال البديل الإسلامي عن طريق الدراسة التطبيقية للمضاربة المشتركة من واقع التجربة، وتحديد المعوقات التي تواجهها ، وبحث إمكانيات تطويرها في إطار القواعد الفقهية العامة.

توثيق المرجعي (APA)