ملخص الدراسة:

سبحان الله الذي خلق فأبدع , والحمد لله الذي أثاب من عمل وصنع , وعلّم الإنسان فابتكر واخترع , والصلاة والسلام على الرسول الأمي الأمين , خاتم الأنبياء والمرسلين , الذي جعل العلم النافع صدقة جارية إلى يوم الدين , وعدّ عمل اليد أفضل كسب المسلمين , عليه وعلى من اتبع هداه أتم الصلاة وأزكى التسليم . أما بعد ..... فقد أولت الشريعة الإسلامية اهتماما كبيرا بالحقوق ، وقد سبقت في ذلك جميع الأعراف والقوانين الدولية التي يتشدق بها الغرب الآن ؛ والتي لا ترقى إطلاقا لما جاءت به الشريعة الغراء من سمو ورفعة وشمول وكمال لهذه الحقوق , إضافة لمناسبتها لكل زمان ومكان وتنزهها عن المصالح والأهواء الشخصية وسلامتها من النقد والاعتراض في حين لم تسلم الحقوق التي جاءت بها القوانين الوضعية من ذلك. ولقد كان التطور العلمي والصناعي الحادث في عصرنا الحالي سببا في ظهور نوع جديد من هذه الحقوق وهو الحقوق التي ترد على أشياء ليست مادية وإنما هي نتاج الذهن والفكر , وقد سميت هذه الحقوق ( الحقوق المعنوية ), وقد اندرج تحتها العديد من الحقوق منها : حق التأليف وبراءة الاختراع والاسم التجاري وغيرها. وقد بادرت الدول المتقدمة إلى وضع قوانين تنظم هذه الحقوق وتمنع الاعتداء عليها , ثم انتشرت هذه القوانين في جميع أنحاء المعمورة . ولأن الشريعة الإسلامية مرنة تقبل دخول ما يستجد في كل عصر, وما يظهر في المجتمعات نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي فيها, فقد اتسعت لاستيعاب هذه الحقوق واستيعاب ما يتعلق بها من أحكام , وقد حذا هذا بالعلماء المعاصرين أن يتناولوا هذا الموضوع بالبحث والتقصي والاجتهاد من أجل تأصيله تأصيلا شرعيا يلم بحيثياته وجوانبه وينصف صاحبه والمجتمع من حوله . و قد جاء هذا البحث ليتناول الحديث عن أحد أنواع هذه الحقوق وهو (براءة الاختراع ) وهو يتعلق بالجانب التجاري الصناعي منها, مفصلا في بيان ما يتعلق بهذا الموضوع من أحكام في الفقه الإسلامي , والقانون الفلسطيني.

توثيق المرجعي (APA)