ملخص الدراسة:

إن المنعم عز وجل قد أنعم على أهل الملة نعمًا لا تحصر, وأضفى لهم آلاءً لا تقدّر, وإن من أرفع هذه النعم قدرًا, وأجلها ذكرًا ,وأدومها بقاءً, وأنقاها صفاءً, وأعظمها دواءً وشفاءً, كتابُ الخالق المنزَّلُ؛ فقد أدركت الأمة عظمته, ونهلت –ولا زالت- من صفو نبعه الخالد, ورقي نظمه الماجد, وكان ممن وفقهم الله لذلك ملهَمُ الأمة ومقرر المنهج, المتفنن صاحب الفنون, العالم صاحب العلوم, علم الأعلام , وشيخ الإسلام العلامة الإمام ابن تيمية ؒ الذي ما ترك من أنواع التصنيف لونًا يعتب, وما ترك علمًا للآخرة ينسب, إلا وفيه تبحر, ومع أمواجه أبحر, فهداه الله للكتاب الموقر, فعلم وعمل وفسر, وكان علم القراءات من بين العلوم التي تعلمها, وأبدع فيها, وأفتى في أحكامها واستدل بها في عقيدة أهل الملة, وتشريعهم وأخلاقهم فكان- وكما ظهر لي من خلال الغوص في مؤلفاته أثناء كتابة البحث- عالمًا بالاستدلال بالقراءات مفتيا بأحكامها, مستدلا بأوجهها موجها لها في بعض الأحيان كيف لا والحديث عن شيخ الإسلام ومجلي الأفهام , ومزيل الأوهام - خلافا لمن يقول بقلة بضاعة الإمام في القراءات- . - فلما كان علم القراءات علمًا مستقلا بذاته ومن العلوم التي ينبغي لطالب العلم الشرعي, خاصة في قسم التفسير الاهتمام بها. - ولما كانت شخصية البحث إمام الأئمة ومتفنن العلوم الغني عن الحديث عنه في هذا الموضع –المقدمة- . - ولما كان لهذا العلم مكانةٌ في قلب الباحث ومحبة خاصة له عله ينالُ شرف كتاب المولى فيبرز درة أو جوهرة أو حتى ذرة من كنوزه. - ولما كثر حديث طلبة العلم, في حواراتهم ومناقشاتهم حول شخصية الإمام في علم القراءات بين مبالغ ومنصف ومجحف. لذلك كله كان لا بد من تسليط الضوء على هذا النمط الثمين من علوم القرآن والاستدلال بها خاصة مع شخصية من أبرز أئمة الإسلام وشيوخه؛ بعد أن سألت الله تعالى في أن يكون موضوع بحثي لنيل درجة الماجستير في القراءات والاستدلال بها ـــ بإذن الله ـــ موضوعاً يعالج هذه القضايا عند شيخ الإسلام، ويلم شعثها في مؤلف واحد، ويبين موقفه منها وآراءه وفتاواه في علومها، فوسمته بـ "منهج ابن تيمية في القراءات وأثرها في استدلالاته" راجيًا منه سبحانه الإخلاص والقبول والتوفيق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

توثيق المرجعي (APA)