ملخص الدراسة:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله وآل بيته الطيبين الطاهرين . أما بعد فأنَّ العلوم تتشرف بشرف موضوعاتها ، وعلم القراءات موضوعه كتاب الله تعالى ، وبحوثه حول وجوه قراءاته ؛ ولأجل هذا فهو - علم القراءات - بين العلوم في الذروة والسنام . تقف هذه الدراسة مع قارىء من قرّاء القرآن الكريم ، وهو أبو السَّمَّال العدويّ البصري ، من علماء القرن الثاني الهجري ، وكان أبو السَّمَّال إماماً في اللغة العربية ، فصيحاً .تتلمذ له علماء كبار منهم أبو زيد الأنصاري ( ت 215 هـ ) ، والأخفش الأوسط (ت 215 هـ ) .والذي حملني على اختيار هذا الموضوع للبحثِ هو أنني لم أجد من أفرد قراءات أبي السَّمَّال العدويّ ببحثٍ مستقل ، فضلاً على أنـَّه عُرف بالفصاحة ، وله اختيار في القراءة . لم يقف استقراء قراءات ابي السَّمَّال العدوي عند معجم القراءات القرآنية ، بل شمل كتب القراءات الشواذ نحو : (المختصر في شواذ القرآن ) لأبن خالويه (ت370 هـ ) ، و( المُحْتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها )لأبن جني(ت 392 هـ) و ( شواذ القراءات ) لأبي نصر الكرماني (من علماء القرن السادس الهجري ) ،و ( اعراب القراءات الشواذ ) لأبي البقاء العكبري( ت 616 هـ ) ؛ وذلك لأنَّ قراءاته وصُفت بأنـَّها شاذة .