ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله وصحبه المنتجبين... وبعدفي هذا البحث الأول عصارة فكر جَمَعَ شتاته، وجهدُ وقتٍ مضى بين أروقة المكتبات يستشف من هذا ويتصفح بحوث ذاك. من أجل التماس قطرة في بحور كتاب ناصح لا يغش وهاد لا يضل ومحدثِ لا يكذب.. فالحديث عنه لا يُمَلْ والكتابة في اغواره لا تنفد.. فاخترت منه إعجازه الذي لا يقف عند حدْ ولا يلمْ به فكر فقد أعجب الجن فقالوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا وتحدى الإنس والجن فقال: وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا فبقوا حيارى أمامه.. فاخترتُ من أوجه إعجازه أوسعها مطالا وأسبرها غورا.. وقد حاولت حصره بين ألفاظه ومعانيه.. فوجدت له ابعادا لا يلم بهابحث ولا تطويه دفتا رسالة ولا تشمله أوراق أطروحة. فقد ينفذ العمر ولا ابلغ إلا النزر اليسير منه.. فبحره مترامي الأطراف، ولا يسبر أغواره إلا مَنْ وُهِب المقدرة على ذلك،. فكنت كلما انتهيتُ من تصفح اوراق مرجعٍ وجَبتْ عليَّ مراجعَ أخرْ. واذا بي أقف حائرا بين وقت يضيق وأوراق تنفذ فجاء بحثي هذا بتمهيد وعنوانات كان لمعجزة القرآن وأوجه إعجازه سهما منها ثم تركزت الدراسة حول إعجازه البلاغي وموارده وأعطيت لفريق اللفظ وفريق المعنى سهما لكل منهما ثم فصلت القول لفريق اللفظ والمعنى كفريقا ثالثا, وقد يشذ ببعض قولي الفكر أويشطح بي القلم احيانا. فأعوذ بالله من الأولى وأستغفره من الثانية. ولي من محاولتي خير عذير.