ملخص الدراسة:

المقدمة:الثورة الرقمية العالمية حملت معها تباشير الانتقال الى عصر حضاري، جديد، اذ هي عبرت عن تحول هائل في تقنية الاتصالات وفي مناهج الثقافات ونظم المعلومات ، وأطلقت العنان لاتجاهات واسعة في توظيف التكنولوجيا الاتصالية والمعلوماتية في برامج الفنون الرقمية والاعلامية وغيرها. وهذا الاتجاه الجديد لا يؤسس تطبيقاته وبرامجه في فتح مستقبل للفنون الرقمية دونما حيازة مجموعة من المعطيات التي تبدأ بتشكيل ظواهر تطوير تقنية البرمجيات الرسومية والصورية وانتهاء بإيجاد الشبكة الاتصالية التي تحدد وظائف جديدة للغة البصرية والملفات الصورية والصوتية، هذه الفنون الرقمية تعكس في حقيقتها جوهر عصر(( Digital وهكذا أصبحت الفنون الرقمية اقرب الى العلم الذي يوظف الكثير من نتائج العلوم الأخرى في مجال تطوير وإنتاج الصورة الرقمية التي تعبر عن جوهر الحضارة المادية والمعرفية. ان هدف الفن الرقمي هو اعادة انتاج الواقع ذاته من خلال السيطرة على الصورة ونقل الواقع من محدداته في المكان الى ماهو افتراضي ومتخيل واستعارة أماكن أخرى قد تكون خارج الحيز الجغرافي فضلا عن إجراء التداخلات ( الكولاج) او نسج التعويضات التي تعوض الانسان عن مكانه العضوي الى اماكن ايهامية تبدأ من الفضاء وتنتهي في اعماق الأرض.(1)ان استخدام برنامج المعالجة الصورية ( Photoshop) وبرنامج الرسوم المتجهه (CorelDrow) في إعادة صياغة البرنامج الصوري يضع صناع هذه التقنية امام عالم واسع من الاستعارات المكانية. اذ استطاع هذان البرنامجان المذكوران من اعادة انتاج المكان وتأهيله بما يناسب ما ذكر والحالة النفسية للفنان الرقمي او استخدام صور واشكال تخدم الاحداث او الافكار المفترضة. وقد تعتمد هذه البرامج الى تغييب الواقع خدمة لواقع افتراضي اخر وبتقنيات عالية الجودة.والباحثان ومن خلال البرنامجين المذكورين يقدمان نماذج تطبيقة الهدف منها انتاج اعمال رقمية تأخذ بنظر الاعتبار توظيف المفردات المحلية والعربية والاسلامية باسلوب معاصر يعكس ذوق العصر من خلال ممارسة واعية بالهوية العربية الاسلامية من حيث المفردات مع التأكيد على جذب الانتباه من خلال توظيف المؤثرات البصرية وإعادة صياغة الواقع الافتراضي لجعلها على تماس مع لغة خطاب الاخر، اذ اصبحت لغة التشكيل وسيلة اتصال وفهم مشترك للرقي بالوعي الثقافي والانساني علما ان هذه المفردات واسلوب صياغتها وفقا لرؤية وثقافة الفنان الرقمي هي قريبة جدا من وجدان واحساس الفنان اذ لم يترك الكمبيوتر يتحكم بعواطفه واحساسه بل طوعه لخدمة رؤيته الذاتية واستخراج هويته الفنية المميزة ضمن مخيله حرة لا مقيدة ولا مستسلمة لقوالب محددة معتمدا النقل المعرفي والموهبة التي تريد ان تقول شيئا.وهكذا فإن البحث الحالي تناول مشكلة البحث وأهدافه وأهميته ثم تناول الإطار النظري الذي تضمن ثلاث مباحث ثم إجراءات البحث ومناقشة مجتمع البحث والنتائج والاستنتاجات والتوصيات .