ملخص الدراسة:

من المعروف ان الايقاع غير محصور في الشعر فقط، وانما يمتد إلى الفنون جميعها، وما هو الا تطبيق لهذه المعاني التي لاقت في وجدان المبدع تجاوبا شعوريا أحسّ معه إحساسا عميقا بالروعة والجمال. وإذا كان جميع الناس –تقريبا – يحسنون ذلك الإيقاع ويلمسونه بصورة واضحة في أداء الشعر وإنشاده، فإن قليلا منهم يدرك أهمية ذلك وأثره في النثر؛ لعدم تراتبية إيقاع النثر، وخلوه من الوزن الذي يتصف به الكلام المنظوم. ولكنّ الخطاب يمكن أن يبقى شعراً حتى مع عدم المحافظة على الوزن، فالمبدأ الذي يؤديه الإيقاع وهو الانسجام يمكن أن يتحقق بطرق عدّة ليس الوزن إلا واحداً منها، فيما يظل للنص الشعري في الأبنية الأخرى مجال لاستجلاء صورٍ متعددةٍ للإيقاع، يحققها الشاعر من خلال تنظيم الأفكار والمعاني وإخفاء الدلالات، كما تظهرها القراءة واستجابة القارئ جمالياً، أي إن المهمة الفنية للإيقاع يتولاها الأديب، فيما يستكملها القارئ جمالياً، لذلك جاءت هذه الدراسة لبيان ما لايقاعية النص من اثر مهم يعمل على إظهار ما خفي من المعنى بإضافتها جديدا دلاليا، اذ تبلغ الموسيقى المتحقّقة من جرّاء ذلك أعلى مداها، وتأخذ جمالية التناسق القولي نتيجة ذلك من المتلقي مأخذها، فيزداد بذلك تأثّرُه بالنصِّ وتفاعله مع الجملة الموقّعة.