ملخص الدراسة:

تقاس حضارة الامم والشعوب بما لها من علوم وثقافة وبما أنتجت من فكر وبناء وبما أبدعت من فن وما قدمت من انجازات في ميادين العلم والمعرفة والدين . ويُعد العراق من البلدان العريقة في ميدان التعليم وله قصب السبق بين الامم في انه المخترع الاول للكتابة أداة المعرفة والثقافة ومن ثم انتشرت الى عموم أمم العالم آنذاك وحولت لغات الشعوب القاطنة شرق البحر المتوسط من التفاهم الشفاهي الى الكتابة والتدوين وحفظت تراث الامم ومنجزاتها الحضارية . وتعد المدرسة منذ نشأتها وبمختلف صنوفها واشكالها وعاء الفكر الانساني وحاضنة التعليم منذ ان اتخذ المعبد مكاناً للعبادة والتعليم ، ومن ثم قد أدى المسجد في الاسلام الدور المنوط به في اقامة الصلاة وتأدية فرائض الاسلام ومدرسة للعلم والمعرفة هذا فضلاً عن البيوت الملحقة بالأسواق والاسبلة والخانات والربط والتكايا ودور العلماء وصولاً الى عمارة المدرسة المستقلة التي تكامل تخطيطها وعمارتها واستقلالها عن العمارات الاخرى ولحسن الطالع كانت على أرض العراق أيضاً ومثلها المدرسة النظامية في بغداد ، ومهما تطورت عمارة المدارس وانتشرت في مختلف اصقاع العالم تبقى ملتزمة بسمات ومميزات المدرسة العربية الاسلامية في بغداد .