ملخص الدراسة:

تُعد التسميتان (عبري) و(عربي) من التسميات الموغلة في القدم والضاربة الجذور في تاريخ الشرق الأدنى القديم, والتي واكب ظهورها مسميات أخرى كانت قد شاعت في تلك الحقبة التاريخية الغابرة من تاريخ الشرق القديم, مثل مسمى (آموري) و(كنعاني) و(فينيقي) و(آرامي) و(أكدي) و(أشوري) و(كلداني), هذه المسميات التي مثلت شعوباً لم تكن طارئة على مسرح التاريخ بل كانت هي التاريخ بحده, فقد كان لحامليها الدور الفاعل والأثر الكبير في ظهور أعظم وارقى الحضارات التي عرفتها الإنسانية ألا وهي الحضارات السامية القديمة تلك الحضارات التي كانت منبعاً لأساطير الخلق وأساطير الآله والأرباب ثم منبعاً أنبثقت منه الديانات السماوية التوحيدية, وفي هذا البحث تناولنا بالدراسة والتحليل الأصل الاشتقاقي لهذين المسميين وما يحملانه من دلالات لغوية مشتركة أشتقت في الأصل من اللغة السامية الأم التي تفرعت منها هاتين اللغتين, كما تناولنا الأصل التاريخي لهذين المسميين من خلال التسلسل الزمني والحدث المكاني اللذان أسهما في ظهورهما على أعتبار إن المسميين يرتبطان بجماعة بشرية تنتمي الى رقعة جغرافية واحدة وجنساً بشرياً واحداً ألا وهو الجنس السامي.