ملخص الدراسة:

إن إحدى الخصائص المتميزة التي تجعل البشر منفردين عن بقية المخلوقات هي استخدامهم للغة. ومما لاشك فيه أن استخدام اللغة هو أمر لا يمكن الاستغناء عنه ولا يمكن تصور الحياة من دونه، وهذا الاستخدام يتيح للبشر التواصل مع بعضهم البعض. وجوهر التواصل هذا هو رسالة يمكن نقلها عبر أناس متعددين ضمن مواقف متعددة تعتمد بشكل أساس على الغرض أو النية للمخاطب.وهكذا فإن الهدف الأساسي من هذا البحث هو الولوج في الوظيفة التواصلية المتعددة للطلب بوصفها نوع من أنواع أفعال الكلام التي استخدمها بعض الشعراء الرومانسيين العراقيين. ومن خلال ذلك فإن في النية التعامل مع الطلب في ضوء مفاهيم فن الأدب، لأن الأدب – شأنه شأن الفنون الأخرى – يفتح آفاقاً جديدة تمكننا من النظر إلى العالم بطريقة مختلفة. وأكثر من ذلك، فإن الأدب يعبد الطريق أمام اللغوي للتقصي أو البحث في الظواهر اللغوية المختلفة التي قد تكون موجودة في النصوص الأدبية، وخاصة الشعرية منها، وهذا ما نصبو لتحقيقه في بحثنا هذا.إن الشعر الرومانسي العراقي – الشعر الحر – كان ثورة على الشعر التقليدي خلال القرن التاسع عشر عندما كان العالم العربي يغلي بالثورات. ولهذا أصبح استخدام الطلب أكثر شيوعاً من قبل الشعراء للتعبير عن الأحداث الجارية لتلك الحقبة الزمنية مظهرين وظائف مختلفة للطلب: الدعاء، التحذير، الطلب، الاقتراح... الخ معبرين بطريقة أو بأخرى عن فكرهم تجاه ما يدور من أحداث. وهذا غيض من فيض للأجوبة على التساؤلات التي تضمنها العنوان.