ملخص الدراسة:

تمتاز الموضوعات الفلسفية بشكل عام، والتصورات والآراء المتعلقة بالعقل والنفس على وجه الخصوص، بالعمق والدقة والتحديد لما لهذين الموضوعين الجوهريين من اهمية في تفسير آليات التفكير والسلوك الانساني، وقد اعطى فلاسفة الاسلام وأولهم الكندي (796 ـ 873)م اهتماماً خاصاً بدراسة وشرح الجوانب الاساسية لهذين المسألتين في العديد من الكتب والرسائل والتعليقات التي تكتسب اهميتها على مر الزمان، وتحفز اهتمام الباحثين لدراستها لما فيها من تأكيد على اصالة اولئك الفلاسفة ووضعهم اللبنات الاولى في بناء الفكر الانساني والتي اسست ايضاً لانطلاقة النهج التربوي والتحليل النفسي في الفكر والفلسفة العربية الاسلامية. ومن هنا تأتي اهمية هذا البحث في العقل والنفس عند الكندي والذي توزع على ثلاثة فصول تناول الاول حياة الكندي وعصره ومكانته الفلسفية فيما تناول الفصل الثاني مصنفات الكندي وفلسفته وتناول الفصل الثالث العقل والنفس عند الكندي مع خاتمة ونتائج وصولاً الى اهداف البحث في استخلاص الافكار المهمة في بناء الانظمة التربوية ومعرفة طبائع النفس البشرية وقواها وفضائلها ووسائل تهذيبها، وطبيعة العقل وانواعه، والاتساق بين قوى العقل والنفس مثلما جاءت في فلسفة الكندي شرحاً لمقولات الاوائل من فلاسفة اليونان، او تعليقاً وتصحيحاً واضافة جاء بها فيلسوف العرب الاول، مما يسهم في الكشف عن جهود هذا الفيلسوف واصالته الفكرية في هذا الميدان ويوفر الاسس العلمية الصحيحة والاراء القويمة في التعامل مع اي برنامج نفسي او تربوي تهذيبي قائم على مسلمات العقل والنفس البشرية.