ملخص الدراسة:

تعد الضغوط النفسية من أهم سمات العصر الراهن، الذي يشهد تطورات وتغيرات سريعة في جميع مجالات الحياة، وأصبحت الضغوط تشكل جزءا من حياة الإنسان نظرا لكثرة التحديات التي يواجهها في هذا العصر ولذلك، فهي تكاد تنتشر في مختلف البيئات والمجتمعات وخاصة في بيئة الأعمال التي تتطلب من القائمين عليها التفاعل المباشر مع الناس مثل المعلمين والمعلمات وعلى وجه الخصوص الذين يعملون في المرحلة الأساسية الدنيا(كويك , 2007 :5).قد يواجه الإنسان في حياته مجموعة من المواقف تتطلب منه انفعالات متعددة ويقوم الأفراد في سبيل التوافق سلسلة من الأساليب المختلفة التي من شأنها أن تساعدهم على الحفاظ وإحداث نوع من التوازن النفسي البيولوجي.وهذا ما يشير إلى موضوع الصحة النفسية من أهم المواضيع الحساسة التي حظيت باهتمام كبير بين الأف عامة والمختصين في علم النفس خاصة ولعل ذلك ارجع إلى الرغبة الشديدة لدى هؤلاء لمعرفة الصحة النفسية، وحقيقة المظاهر السلوكية الواجب توفرها في الإنسان كي يكون ذو صحة نفسية سليمة وقد أثار مفهوم الصحة النفسية جدلا كبير بين المختصين، حيث لم يتفقوا على معنى واحد لهذا المصطلح وقد أدركوا أن هذا المفهوم هومفهوم ثقافي نسبي غير ثابت وأنه يتأثر بالبيئة الاجتماعية والثقافية التي يعيشها الفرد، ويعود هذا الاختلاف في وجهات نظر العلماء إلى طبيعة الإنسان وما ينبغي أن تكون عليه صحته النفسية، حيث كانت هذه من بين الأسباب والصعوبات التي تواجه المختصين لإيجاد مفهوم محدد للصحة النفسية ومتفق عليه بين الجميع(الخالدي, 2000 :25).فمن الممكن أن تنشأ العوامل المثيرة للضغط والتوتر من المكونات الثلاثة للمجال الحيوي للفرد، أما العامل الثاني فيتضمن الاستجابة وهي ردود الفعل النفسية أو الجسمية أوالسلوكية تجاه الضغط ، ويكون للاستجابة نوعان، هما : الإحباط والقلق أما العامل الثالث فهو التفاعل بين العوامل المثيرة من بيئة خارجية أو داخلية أو من الفرد نفس والاستجابة لها ، فالشخص الذي يعاني اضطرابا ما ، فإن ذلك يكون في الوظيفة الناتجة عن خلل ما في أحد مكونات المجال الحيوي للفرد ، وهذا يعني أنه يقع تحت تأثير ضاغط نتيجة التفاعل بين العوامل المثيرة والاستجابة المكررة لها من إحباط وقلق يجعله لا يتمتع بالاستقرار النفسي (طاهر ، 1993 : 37).والمتأمل لآيات القران الكريم وأحاديث السنة النبوية يجد إنها لم تتحدث صراحة عن الضغوط النفسية بالمصطلح الموجود عليه الآن ولكن يفهم من بعض النصوص الإشارة إلى بعض الضغوط وأثرها على نفسية الفرد فمن ذلك قول الله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ) سورة طه :أية 124، أي إن لهذا المعرض معيشة ضيقة مليئة بالهم والغم والأحزان وسوء العاقبة، حتى لو ملك الوفير والحطام الكثير فان المعيشة الطيبة لا تكون إلا مع طاعة الله وامتثال أمره واجتناب نهيه. لمعلمة الروضة دور فعال في مرحلة الطفولة فهي تحتل المرتبة الثانية بعد الأسرة من حيث مركزها عند الطفل , بما أن بيئة الروضة يجب أن تكون امتدادا لبيئة الأسرة وتمهيداً لبيئة المدرسة في الوقت نفسه فمعلمة الروضة هي الأم والمربية وهذا يتطلب منها أن تتعامل مع الأطفال بأسلوب محبب يجد فيه ما يشبع رغباته واهتماماته ومن هنا تأتي الحاجة إلى مربية يحبها الأطفال تقدر إمكانات كل طفل ولا تحكم عليه بمقاييس الكبار (مرتضى ، 2004, : 20) .استناداً الى ما تقدم ان معلمات رياض الاطفال من الشرائح المهمة في المجتمع التي يتفاعل معها الاطفال في حياتهم ويتأثرون بها ، وكثيراً ما يتقمص بعض الاطفال شخصية المعلمة ، فالمعلمة الذي تشعر بالاستقرار عادة ما تنقل هذا الإحساس للاطفال ، فتكسبهم الاتجاهات الموجبة , بعكس المعلمة القلقة المضطربة, والمعلمة الناجحة لا تقتصر بعملها على تزويد الاطفال بالمعلومات والخبرات المعرفية فقط ، وإنما تعد نفسها مسؤولة عن تحقيق مستوى مرتفع من التوافق النفسي والاجتماعي(شــلال , 2011 : 10). ومن خلال ما تقدم تتجلى أهمية البحث الحالي من ناحية النظرية:1-يعد البحث الحالي الأول على مستوى العراق – على حد علم الباحثة التي جمعت بين المتغيرين(الضغوط النفسية والاتجاه نحو العمل ) ومحاولة الكشف عن العلاقة بينهما , لما لها من أهميه لدى مجتمع البحث . 2-اثراء المكتبة العراقية بشكل خاص والمكتبة العربية بشكل عام بالادب النظري السيكولوجي المتعلق بالضغوط النفسية والاتجاه نحو العمل مع الطفل لدى معلمات رياض الاطفال مما يتضح المجال امام الباحثين لتناول جديد لهذه المتغيرات3-أهمية العينة التي يتناولها البحث وهي فئة معلمات رياض الاطفال اللواتي اساس العمل المهني والمجتمعي .والاهمية التطبيقية كما يلي :1.مساعدة المؤسسات التربوية ومنها رياض الاطفال التي تطالب بالتطوير ولعل اولى الخطوات نحو ذلك تكمن في تحديد الضغوط التي تواجه معلمات رياض الاطفال 2.المساعدة في وضع برامج تدريبية للمعلمات اللواتي يعانين من الضغوط النفسية 3.المساعدة في وضع برامج تدريبية لتعديل اتجاهات معلمات رياض الاطفال نحو العمل مع الطفل .