ملخص الدراسة:

تعد الزراعة القاعدة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي وذلك لأهمية الإنتاج الزراعي في سد حاجة السكان من المنتجات الزراعية . وتعتبر المياه المصدر الأساسي الذي يتحدد على ضوءه مقدار مساحة الأراضي الممكن زراعتها ودرجة كثافة تلك الزراعة ، ولكون الموارد المائية محدودة وكلفتها الاقتصادية عالية ، فلا بد من الاهتمام بالتخطيط والإدارة لمواجهة الاحتياجات المائية المتزايدة .يهدف البحث إلى دراسة الإنتاج الزراعي والاحتياج المائي للمحاصيل الزراعية على جانبي نهر دجلة والسويب ، وتحليل العوامل التي توضح تباين هذه الاحتياجات في المنطقة ، ومن ثم تقييم هذه الاحتياجات في ضوء التركيب المحصولي للمنطقة وحجم الضائعات المائية ، وكفاءة استخدام مياه الري .وقد عمد البحث في تحديد واختيار أفضل النماذج الرياضية لحساب الاستهلاك المائي التي تلاؤم ظروف المنطقة المناخية . فقد احتسب الاستهلاك المائي النظري وفقا ً لمعادلة بنمان بينما تم تقدير الاستهلاك المائي الفعلي بالاعتماد على معلومات الدراسة الميدانية ، ومن ثم معرفة العلاقة بين حجم الاستهلاك المائي النظري والفعلي من جهة ، وتحديد طرق الري ذات الكفاءة العالية التي تضمن ديمومة المصدر المائي واستدامة الإنتاج الزراعي من جهة ثانية .ولضمان توافق التركيب المحصولي مع الاستهلاك المائي يستوجب تنظيم شبكات الري واستخدام طرائق ري حديثة تسهم في تقليص المتطلبات المائية بمقدار 38 % والاهتمام بالتخطيط لتنفيذ المشاريع الاروائية والبرامج اللازمة لتنمية الموارد المائية وتطوير استخدامها بكفاءة علمية واقتصادية بما يتلاءم مع أهميتها الإستراتيجية .أظهرت الدراسة مدى التباين الموسمي للمساحة الزراعية خلال الموسم الزراعي 2007 – 2008 وانعكاسه على حجم الاحتياجات المائية الزراعية إذ بلغت المساحات الزراعية خلال الموسم الصيفي ( 19.51 ) إلف دونم وبلغت متطلباتها المائية ( 64543311 ) م3 ارتفعت المساحة إلى ( 64.31 ) إلف دونم خلال الموسم الشتوي وارتفعت متطلباتها المائية إلى ( 119920678 ) م3 . كما تبين الدراسة إن معدل الاستهلاك الفعلي البالغ ( 3700 ) م3 / دونم يفوق معدل الاستهلاك النظري ( 2288 ) م3 / دونم وبمقدار ( 162 ) % وبذلك يمثل معدل الاستهلاك المائي الفعلي أعلى القيم المقاسة في المنطقة ، ويعزى هذا إلى ضعف كفاءة الفلاح و جهله بالمقننات المائية الحقيقية وعدم استخدامه لأساليب الري والزراعة الحديثة وعدم اهتمامه بأنشاء قنوات الري وصيانتها مما يكشف عن سوء استغلال الموارد المائية والأرضية المتاحة مما يتطلب رفع المستوى المهني للفلاح وإدخال تقنيات متقدمة في الري تسهم في توفير كميات من المياه يمكن استثمارها لإرواء مساحات زراعية جديدة .