ملخص الدراسة:

يشكل الثالوث المقدس (الارض والشعب والاله) في المنظومة العقائدية اليهودية وحدة مقدسة لا تقبل التغيير او التبديل في الفكر الديني اليهودي. وتقف ارض الميعاد في مقدمة هذا الثالوث وهو مصطلح يهودي يشير الى وعد الله الذي قطعه لنبيه ابراهيم الخليل (عليه السلام) ومن ثم الى ولده اسحاق وحفيده يعقوب (اسرائيل) والى احفاده(عليهم السلام). وهذه الدراسة لسفر يشوع جاء اختيارها لعدة اسباب منها تضمينها تفاصيل تحقيق الوعد الالهي المزعوم بالحصول على ارض الميعاد. وقد ورد ذكر ارض الميعاد في اسفار متعددة من العهد القديم (مثل اسفار التكوين والعدد والملوك وغيرها) ولعل بروز قيادة فذة تمثلت بيشوع بن نون وصي موسى (ع) وسِعة الرقعة الجغرافية لمنطقة الدراسة، وكونها الاختبار الاول لبني اسرائيل في مواجهة اعدائهم بعد وفاة موسى (ع) هي من اهم اسباب اختيار الدراسة. وتكمن اهمية هذا السفر بمدى مصداقية بني اسرائيل في تعاملهم مع اوامر السماء.اذ قادهم رجال اطاعوا الله كثيراً ولم يعصوه لكن الشخصية اليهودية النفسية ما برحت تخالف اوامر الله سبحانه وتعالى .فتكررت معاصيهم مما تسبب في غضب الرب عليهم فلم يذقهم طعم الانتصار الكامل وتحقيق الوعد الالهي في احتلال الارض الموعودة فجاءت خاتمة السفر لتشير الى ان هناك ارضاً قد وعدوا بالاستيلاء عليها لكنهم لم يفلحوا في تحقيق ذلك.