ملخص الدراسة:

ظهرت في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي ، تحديداً سنة 235ه/ 849ه ، أي في السنوات الأخيرة من حكم الأمير عبد الرحمن الثاني (206-238ه/821-852م) ، ظاهرة التطاول على الإسلام، وسب النبي محمد صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم من بعض رجال الدين المستعربين ولا سيما أولئك المتعصبون الذين نظموا أنفسهم في حركة دينية سُميت بحركة الاستشهاد أو الانتحار ، التي اتخذت من الدين النصراني غطاءً لها ، لكن يبدو أنها كانت ذات أبعاد سياسية ووطنية تتعرض لمسألة الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبيرية ، في وقت كان فيهِ نصارى الأندلس وبالخصوص فئة المستعربين يتمتعون بحرية كاملة شملت مختلف جوانب الحياة ، إذ لم تتعرض الحكومات الإسلامية في الأندلس لقوانين هذهِ الفئة ، ولم تتدخل في شؤونهم الدينية والاجتماعية ، وقد استغل رجال الدين النصارى حالة التسامح الإسلامي التي يتمتعون بها ، وأخذوا يتطاولون على الإسلام ويشتمون النبي الأكرم (ص) ، علناً وأمام الناس لا بل في أماكن العبادة .