الدور التربوي والتعليمي للأربطة في ضوء التراث الحضاري الإسلامي وتفعيله بالواقع المعاصر pdf

تفاصيل الدراسة

الدور التربوي والتعليمي للأربطة في ضوء التراث الحضاري الإسلامي وتفعيله بالواقع المعاصر pdf
0

0المراجعات

الدور التربوي والتعليمي للأربطة في ضوء التراث الحضاري الإسلامي وتفعيله بالواقع المعاصر pdf

ملخص الدراسة:

هدف البحث الحالي إلى تحديد الدور التربوي والتعليمي للأربطة في ضوء التراث الحضاري الإسلامي وتفعيله بالواقع المعاصروکانت أهم نتائجه ما يلي:دعت التربية الإسلامية إلى التکافل الاجتماعي بصوره المختلفة، وتعددت مظاهر اهتمام المسلمين به، ومن ذلک إنشاء الأربطة کمحاضن تربوية على مدار التاريخ الإسلامي لتؤدي دوراً رائداً في مجالات الحياة المختلفة.ظهور بدايات إنشاء فکرة الأربطة کمحاضن تربوية لإيواء طلبة العلم المتفرغين والغرباء والمنقطعين للعبادة والزهد منذ بدايات ظهور الإسلام في (دار الأرقم بن أبي الأرقم) بمکة المکرمة وقت بدايات الدعوة الإسلامية، حيث کانت هذه الدار مقراً لإلتقاء الغرباء وطالبي العلم والحقيقة، وکانت توفر مأوىً آمناً لهم، ثم انتقلت الفکرة إلى المدينة النبوية مع الهجرة، وخصص جزء من المسجد النبوي کرباط للمنقطعين والمتفرغين للعلم والعبادة يسمى (الصفة) في آخر المسجد، ووفرت للمنقطعين المأوى والمعيشة به، ثم من بعده ظهرت الدور المتعددة التي تطورت بعد ذلک إلى ظهور الأربطة کأبنية مستقلة لها طرازها المعماري المميز، ولها وظيفتها الحربية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والدعوية، والتي ساهمت في خدمة المجتمعات ونهضتها.تعددت مسميات المحاضن التربوية والاجتماعية في الحضارة الإسلامية فظهرت مسميات مختلفة کالأربطة والخانقاوات والزوايا والتکايا وهِجر العلم وغيرها من الأماکن التي تتشابه في أداء دورها التربوي والاجتماعي، وهذا التعدد في المسميات فيه دلالة على اهتمام المسلمين بإنشاء هذه المحاضن في مختلف الأماکن وتعدد الثقافات واختلاف الشعوب والأعراق والأجناس والعادات، وأسبقيتهم في هذا الجانب الهام من إيلاء المحتاج الرعاية وتوفير المأوى له، وکذلک العناية بطلبة العلم والباحثين عن الحقيقة.إن حصر سکن الأربطة على الصوفية وربط الأربطة بهم مسألة فيها نظر؛ لأن الأربطة أماکن متاحة لکافة أفراد المجتمع والغرباء وعابري السبيل والمنقطعين لطلب العلم والعبادة والرحالة والمرابطين في سبيل الله تعالى لحماية الثغور الإسلامية وغيرهم، وهذا لا يمنع من وجود أربطة خاصة بفرق معينة کفرق الصوفية وخاصة في الخانقاوات التي قد يبنى بعضها مخصوصاً للصوفية المنقطعين للتعبد على منهج طريقة معينة، وقد يخالطهم غيرهم من عامة الناس ومن بعض العلماء والطلاب في بعض الخانقاوات الأُخرى، فمن الخطأ حصر الأربطة على فرقة معينة وحرمان بقية أفراد المجتمع من الاستفادة منها ومن خدماتها.حظيت الأربطة قديماً بدعم واهتمام وعناية من قبل الحکام والأمراء والتجار والموسرين، وخصصت لها الأوقاف الکثيرة والتي تدر عليها النفقات السخية، فکان للوقف الخيري دوراً رائداً في دعم الأربطة والنهوض بها واستمراريتها.ظهرت أربطة خاصة بسکنى العلماء وطلبة العلم وکانت بمثابة منتديات لتبادل العلوم والمعارف والثقافات، وملتقى للعلماء والباحثين، وخصصت بها مکتبات عامرة، فکانت بيئة علمية تعليمية ثرية، هذا إضافة إلى أربطة قد خصصت لسکنى الفقراء والأيتام والمحتاجين.تعددت وظائف الأربطة في ضوء التراث الحضاري الإسلامي ما بين وظائف عسکرية کإيواء الجنود المرابطين، ووظائف دينية کإيواء العُبّاد، ووظائف علمية کإيواء العلماء وطلبة العلم وتهيئة الجو العلمي لهم، ووظائف اجتماعية کإيواء المحتاجين والفقراء والضعفاء والعجزة، فکان لها دور شمولي في المساهمة في خدمة المجتمعات.يظهر للباحث أن الأصل في التعليم قديماً کان عن طريق النظام الداخلي، بحيث يمکث المتعلم طوال فترة دراسته داخل المدرسة أو في الأربطة المخصصة لطلابها، أو بالأربطة المحيطة والقريبة منها، فتکون التربية الإسلامية قد سبقت غيرها من التربيات الحديثة بالتأکيد على أهمية التعليم الداخلي، وتطبيقه تطبيقاً عملياً فعلياً في تعليم أبناء المسلمين على مدار التاريخ الإسلامي، وکان للأربطة إسهاماً کبيراً في إنجاح هذا النظام الداخلي للتعليم.ظهور فکرة المدن الخاصة بالعلماء وطلبة العلم عند المسلمين في تاريخهم وحضارتهم منذ القدم، بإنشاء (هجر العلم)، والتي حوت على أربطة ومساکن خاصة بالعلماء وطلبة العلم، وشکلت تجمع علمي مميز، والتي سبقت ظهور فکرة المدن الجامعية المنتشرة بالعصر الحاضر.إمکانية قيام الأربطة في العصر الحاضر بوظائف متعددة دينية وعلمية واجتماعية واقتصادية وثقافية، والاضطلاع بدور رئيسي في خدمة المجتمع واحتضان أفراده وتربيتهم التربية الإسلامية المتکاملة، وذلک استلهاماً من التجربة الإسلامية الرائدة للأربطة في ضوء التراث الحضاري الإسلامي، ولـِما قد أکدت عليه التربية الحديثة من أهمية وجود محاضن تربوية شاملة.وفي ضوء نتائجه فقد أوصى بما يلي:ضرورة استلهام التجربة الرائدة للأربطة التي ظهرت من خلال تتبعها في التراث الحضاري الإسلامي، والحرص على نقلها للتطبيق في الواقع المعاصر، لما حققته من أهداف تربوية عديدة، ساهمت في النهوض بالحرکة العلمية، وتعزيز التکافل الاجتماعي بين الناس، وعلى الجهات التعليمية والدعوية والاجتماعية أن تولي جانب الأربطة الأهمية اللائقة بها کمحاضن تربوية نافعة.عدم قصر وظائف الأربطة على إيواء الفقراء والمحتاجين، بل لابد من توفير وسائل وسبل الاستثمار والعمل النافع بها، وتهيئة مرافق بداخلها، لتؤدي وظائف تربوية وعلمية ودينية ودعوية ورياضية وفنية وتقنية تخدم الساکنين بها والرواد لها، في ظل ندرة وجود المحاضن التربوية المتکاملة کالنوادي والمدارس المجهزة والمتکاملة في بعض الأماکن، وفي ظل غياب نظام التعليم الداخلي للطلاب الذي يکفل المتابعة المباشرة في معظم المدارس بالعصر الحاضر، فينبغي إنشاء الأربطة وتفعِيل دورها، لتغطي العجز والنقص في المؤسسات الأخرى.الإسهام في جعل الأربطة بيئة منتجة؛ وذلک بتوفير وسائل الإنتاج، وتخصيص ورش عمل ومعامل، وساحات للعرض، وأماکن مخصصة لتسويق منتاجات سکان الأربطة وغيرها من المرافق لتساهم في العناية والرعاية لسکانها، وتوفير موارد دخل ثابتة لهم، ولتؤدي دوراً فعّالاً في إخراج الأفراد المنتجين العاملين الفعّالين،عکس الصورة النمطية المشتهرة عن الأربطة بأنها مأوى للعاطلين والعجزة وأصحاب العاهات والفقراء المعدمين.تفعَّيل الأنشطة الدعوية والعلمية والاجتماعية المنوعة بين سکان الأربطة ومرتاديها، وتخصيص النفقات الکفيلة بها، والسعي لتکون الأربطة بؤرة لبث النور والصلاح والتوجيه، ومعقلاً تربوياً ومحضناً نافعاً، وأن تؤدي دورها الريادي التربوي في مجالات الحياة المختلفة، حتى تساهم في بناء المجتمع المتکاتف.ضرورة تطوير واستثمار موارد الأوقاف الخاصة بالأربطة؛ حتى تؤدي دورها في الدعم المستمر، والحرص على إيجاد موارد أُخرى باستمرار؛ حتى تکسب الأربطة وإدارتها الاستقلالية، وتتوفر لديها الموارد الکفيلة بأداء أدوارها وإسهامها في بناء المجتمع.استثمار الأربطة والزوايا المقامة في المناطق النائية کالصحاري والأماکن البعيدة من العالم الإسلامي، ودعمها، وتحويلها لمجمعات علمية تربوية توجيهية؛ لتبث الخير للناس، وتسد ما قد تعجز عن أدائه المدارس، ولابد من دعمها بشکل کبير بحيث يشمل مجمعها على کافة الخدمات والاحتياجات لسکانها، حتى تکون عامل استقرار لهم، ومقراً فعّالاً في الإصلاح والتوجيه والتربية والتعليم.إنشاء مجمعات للأربطة بتصميم معماري حديث مميز لها، والحرص على توفير جميع الخدمات الضرورية للحياة الکريم بها، کتوفير المدارسِ والمساجدِ وعياداتِ التمريضِ والورشِ والمعاملِ والمحالِ والمکتباتِ وصالاتِ العرضِ والصلاتِ الرياضيةِ والترفيهيةِ ونحوها من المرافق المتنوعة، والحرص على أن تکون هذه المباني وأراضيها وقفية لا تبدل أو تُغير لغير صالح الأربطة، ويعتنى بأوقافها واستثمارها في المشاريع الحيوية الهامة، وأن توفر هذه المجمعات في إحياء المدن والقرى والمناطق النائية التي لا تتوفر بها المدارس لخدمة سکانها وتوفير عناء التنقل اليومي بحثاً عن المدارس، لـِما فيه من مخاطر، وتهيئ کافة الخدمات بهذه المجمعات لتؤدي دورها المنشود بالواقع المعاصر.کما اقترح ما يلي:إجراء دراسات تفصيلية عن النظام المتبع في تنظيم الأربطة والخانقاوات في العصور المختلفة، ودراسة الطرق التي کانت تدار بها حلقاتها، ووسائل استثمار أوقافها، ونحوها من الأمور التنظيمية التي تعد إنجازاً من إنجازات المسلمين في العمل العلمي والدعوي والاجتماعي والاقتصادي المنظم.عمل دراسات علمية عن نظام التعليم الداخلي الذي کان يسود في الأربطة، ودراسة عناصره ومقوماته وأسباب نجاحه وطرق تفعيله بالواقع المعاصر.إجراء دراسات ميدانية عن واقع الأربطة بالعصر الحاضر، وتقييم خدماتها، والکشف عن مشکلاتها، والبحث عن سُبل کفيله بتطوير دورها بالواقع المعاصر.

خصائص الدراسة

  • المؤلف

    الشمري ، محمد مطلق

  • سنة النشر

    13 - 04 - 2015 

  • الناشر:

    جامعة الأزهر، کلية التربية

  • المجلد/العدد:

    المجلد: 34 العدد 164جزء3

  • المصدر:

    التربية (الأزهر): مجلة علمية محکمة للبحوث التربوية والنفسية والاجتماعية)

  • الصفحات:

    227 - 408

  • نوع المحتوى:

    بحث علمي

  • اللغة:

    العربية

  • ISSN:

    1110-323X

  • محكمة:

    نعم

  • الدولة:

    مصر

  • النص:

    دراسة كاملة

  • نوع الملف:

    pdf

0المراجعات

أترك تقييمك

درجة تقييم