جماليات الإشارة النفسية في الخطاب القرآني doc

تفاصيل الدراسة

جماليات الإشارة النفسية في الخطاب القرآني doc
0

0المراجعات

أكثر شيوعاً

جماليات الإشارة النفسية في الخطاب القرآني doc

التمهيد:

لقد تعدّد مفهوم (الجمال) منذ عصر الإغريق إلى أيامنا هذه بتعدّد المنطلقات الفلسفية والنقدية والإبداعية والمعرفية، فلم يستقر المصطلح على مفهوم واضح المعالم، محدّد الأبعاد، بل ظلّ غامضاً حيناً ومراوغاً حيناً آخر، فهو غامضٌ حينما يرتبط بالرؤى الفلسفية المتداخلة والموغلة في أعماق الفكر والتأريخ والحضارة، ومراوغٌ عندما لا يقف عند إطار واحد، ويذهب طولاً وعرضاً ليقبل جانباً ـ في الأقل ـ من التفسيرات المختلفة.

ولعلّ نظرة الفلاسفة اليونانيين من أقدم الآراء التي قيلت في الجمال، فإذا كان سقراط (399 ق. م) قد ربط الجمال بالخير والنافع والمفيد([1])، ورأى أنّ الجمال هو كلّ ما يفيد الإنسان وينفعه ويحقق له الخير، فإنّ أفلاطون (348 ق. م) على الرغم من عدّه الجميل صورة عقلية، مثل صورة الحق والخير والعدل([2])، فقد أكّد أهمية الشكل في محاوراته عن الجمال، إذ "أصدر حكماً بأنّ الشكل، وليس المضمون، هو ما يجعل العمل الفني جميلاً"([3])، وعليه فإنّ الجمال عند أفلاطون يرتكز على بعدين اثنين، فقد "كان ينزع نزعة مثالية في فهم الجمال، وينزع نزعة موضوعية عندمـا يلتمس مظاهر هذا الجمال في الأشياء"([4])، أمّا تلميذه أرسطو (322 ق. م) فقد كان يرى الجمال في الإدراك الحسي للأشياء أيضاً، بَيْد أنّه يحصره في تنظيم العلاقات الداخلية للشيء، فيما سمّاه التناسق أو النظام، فيقول: "كذلك الجميل سواء أكان كائناً حياً أم شيئاً مكوّناً من أجزاء، بالضرورة ينطوي على نظام يقوم بين أجزائه هذه، وله عِظَم يخضع لشروط معلومة، فالجمال يقوم على العِظَم والنظام"([5])، ولعلّه بوحيٍ من هذه الآراء وبدافع تحقيق الجمال ظهرت الأعمال الفنية الإغريقية واليونانية ـ ولاسيّما في مجـال النـحت والعمارة ـ في أنماط متناظرة الأجزاء، منسجمة الأطراف، كما برزت عندهم مفاهيم التناظر (Symmetry)، والتوازن (Equilibrium)، والانسجام (Harmony)، والتناسب (Proportion)([6])، مؤكّدين بذلك "أنّ الجمال في الأشياء المحسوسة المنظورة يوجد حيث يوجد التناسب بين الأجزاء"([7]).

([1]) ملحق موسوعة الفلسفة، عبد الرحمن بدوي: 107ـ109.

([2]) م . ن: 155.

([3]) التفضيل الجمالي، د. شاكر عبدالحميد: 15.

([4]) الأسس الجمالية في النقد العربي، د. عزالدين إسماعيل: 37.

([5]) فن الشعر، أرسطو، ت: عبد الرحمن بدوي:  23.

([6]) ما هو الجمال؟ د. فوزي رشيد، مجلة (الأقلام)، ع 6، 1989، السنة 24: 27.

([7]) فلسفة الجمال أعلامها ومذاهبها، د. أميرة حلمي مطر: 114، وينظر: مقدمة في علم الجمال، محمد سعد حسان، وآخرون: 20.

كلمات الدلالية

خصائص الدراسة

0المراجعات

أترك تقييمك

درجة تقييم