ملخص الدراسة:

لاشك ان تنوع اوجه القراءة التوراتية وطريقة الاداء تظهر تنوعا في الاحكام والمعاني وهي وان اختلفت لابد ان يصدق بعضه بعضا ، ويبين بعضه بعضا، ويشهد بعضه لبعض على نمط واحد في الاسلوب والتعبير. ولما كان الامر كذلك ، فأن لاختلاف القراءات اثرا على الوقف من ناحية تقسيم النبر وتوزيعه على المقاطع في الجملة التوراتيةوبالتالي اختلاف المعنى والتفسير فيها. لقد اختلف قراء التوراة في قراءة نصوصها سواءعلى وفق نظام الصوت البابلي او على وفق نظام الصوت الطبراني وان كانوا مراعين في ذلك مواطن الوقف فيها تبعا لتينك النظامين فمنهم من يصل جملها من مبتدئها حتى منتهاها ولايقف فيها الا وقفا حسنا يستأنف قبله على ان اتصال الكلام وثيق ، ومنهم من يقف على تقدير كفاية الوقف ويستأنف بعده والهدف من ذلك كله عدم الاخلال بهذه النظم ولا بما انطوت عليه تلك الجمل من معاني ودلالات. الا ان القاريء سوف يقف في هذا البحث على نماذج تطبيقية يوضح الباحث من خلالها اثر ارتباط كل من الوقف والابتداء في تقسيم النبر على التوزيع المقطعي في الجملة التوراتية وبخاصة في جملة مقول القول ، وان ذلك القطع والاستئناف يكشف عن تركيبات صوتية مختلفة مغايرة للمعنى الناتج عند مراعاتها لمعاني القراءة في احد النظامين عنه في النظام الصوتي الاخر، وان الضرورة تحتم مراعاة مواضع الوقف والابتداء في قراءة النص التوراتي حتى لايخل ذلك بالمعنى او الدلالة التي يتوخاها مضمونه، وان عدم مراعتها سوف يوقع كثيرا من الشك والحرج في وحدة مصدرها ومنشئها. وعسى ان اكون قد اصبت الحقيقة في استعراض الشواهد التطبيقية التي سقتها في هذا البحث مصدقة لما ذهبت اليه ومن الله التوفيق .