ملخص الدراسة:

يتجه هذا البحث ، الى دراسة جماليات تلقي الصورة الشعرية في القصيدة الجاهلية ، اذ يرى البحث ان مفهوم الجمالي وتشكيلاته في هذه الدراسة ، يتأسس في رحم الفن ، الذي يتقن فيه المبدع رسم الصورة الجميلة بالكلمات ، محدثا تأثيرا جماليا ، ومن هنا فان هذا التحديد يشمل الصور الشعرية المختلفة البازغة في الذهن ، وفي هذا السياق يهدف بحثنا، ( جماليات تلقي الصورة الشعرية في القصيدة الجاهلية)، الى إضاءة بعض المظاهر الجمالية والبنائية والتلقائية ، التي عبّر عنها الشعر الجاهلي ، ومحاولة تأويل بعض أشكاله الفنية ، التي بدت لبعض الدارسين، بأنها ليست الا رسوما فنية مكررة ،مما جعلها تسقط كثيرا من المقاربات النقدية بفخ الشكل الشعري، فبدا هذا الشعر وكأنه نصاً نمطياً مكررا، في حين إنه يتميز من حيث الباطن والعمق بتنوع وأصالة وفيرة . واستند البحث إلى منهج وصفي ـ تحليلي يتابع الاتجاهات والنصوص الشعرية ، ويحفر في تجليات صورها، تشخيصاً وتجسيداً ودلالة ويثير نوعاً من الحوار المعرفي المبني على دراسة الظاهرة الشعرية ضمن سياقها الفني العام ، وليس في إطار مكاني وزماني ضيقين. ومن هنا جاء تقسيم البحث على محورين متداخلين ، يتصل الاول بالتجربة الشعرية التي تحكم نسيج النص ودلالته . فثمة قصائد فيها من التشابه والاختلاف ، ولكن فيها ما يكشف عن تكامل أجزائها وتفاعل موضوعاتها . أما المحور الثاني فيتناول التعبير بالشكل الشعري تجسيداً وتشخيصاً ، وما يوازيه من اختيارات تستجيب ، وتتنوع مع تنوع تجارب الشعراء وتصوراتهم .