ملخص الدراسة:

كلية الآداب / جامعة القادسية الخلاصة :لقد كان لنظرية حركية الألواح أو تكتو نية الصفائح الأثر الكبير في تفسير نشأة الأشكال الأرضية وتطورها ، فقد ظهرت أساسيات هذه النظرية بداية القرن العشرين في محاولة لفهم ما جرى لهذا الكوكب لا سيما سطحه الخارجي من تغيرات شكلية خلال مدة امتدت لأكثر من 4.5 مليار سنة ، الأمر الذي أثار موجة كبيرة من الاعتراضات والجدل على صحة هذه النظرية ومدى دقتها ، ما أدى إلى استبعادها من الساحة العلمية لمدة قاربت على النصف قرن ، إلا إن لتطور التقنية ونضوج كثير من الأفكار الأحدث والمدعومة بالأدلة العلمية أعاد لهذه النظرية وجودها إلى الحيز العلمي من خلال تسليط الضوء على أهميتها من جديد لا سيما أواسط الستينات من القرن العشرين ومن ثم تبلورها بشكل كامل خلال ثمانينات القرن العشرين . إن هذه الدراسة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية هذه النظرية في الدراسات الجغرافية الطبيعية ، لاسيما ضمن مجال علم الأشكال الأرضية – الجيومورفولوجيا ، فضلا عن إيضاح الأسس التي ارتكزت عليها هذه النظرية ومدى دقتها في تفسير الأسباب الكامنة وراء تغير أشكال سطح الأرض واستمرارية ذلك منذ نشأة الأرض وحتى يومنا هذا .أما بالنسبة لمشكلة البحث فقد تلخصت بالتركيز على ابرز الأدلة العلمية الداعمة لأسس هذه النظرية لا سيما الأحدث منها من جهة ، فضلا عن التركيز على المدى الذي حققته هذه النظرية في الوقت الحاضر بالنسبة لدقتها ومدى ثباتها العلمي من جهة ثانية . ويجدر بالذكر إن كثيرا من الأدلة لم تأتي من اختصاص واحد فحسب وهو الجيولوجيا بل رفدت هذه النظرية بالأدلة المتأتية من اختصاصات علمية أخرى مؤكدة بالتالي صحتها وإثباتا لدقتها العلمية ، ومنها الدليل الأحدث الذي تم الإشارة إليه في متن هذا البحث وهو الدليل الحياتي المعروف ب رحلة السلاحف الخضراء ، الذي يسلط الضوء بدوره على حركة هذه الكائنات الممتدة بين سواحل البرازيل باتجاه مرتفعات وسط المحيط الأطلسي وتحديدا صوب جزر الاسينشن الواقعة إلى الشرق من سواحل البرازيل بنحو 2000 كم ، والتي تعكس بدورها سلوكا مميزا متأتي من خبرة حياتية تزيد على آلاف السنين الأمر الذي أفاد في اعتبار هذا السلوك دليلا حياتيا يعكس ما حصل من تغيرات شكلية لسطح الأرض عموما خلال الأزمنة الجيولوجية الموغلة في العمق ، والذي أكد بالتالي دقة حركية الألواح .