ملخص الدراسة:

يعُرف العقل في هذه الدراسة بوصفه بنية تعقلية تنطوي على موجهات بيو- سيكو- ثقافية تدعم قدرة تشكيل نظام من السلوك وتحديد نظرة معينة إلى العالم ، بحيث تتشكل وتتبلور في الأفران الثقافية للمجتمعات الإنسانية وتستقر (هذه البنية) في تلك النقطة العميقة في رأس الكائن البشري التي تشكل مراكز الإدراك والإحساس والتحليل والتفكيك وتستند الى المنطقة من الجهاز العصبي المركزي لدى الإنسان الذي تصدر عنه التيارات العصبية وهي التي تنقل الى الإنسان المعرفة بالعالم الخارجي عن طريق الحواس المختلفة. وتبني هذه المعرفة بالعالم فعاليات إنتاج الأفكار والمفاهيم والتصورات ، وتمكنه من التكيف مع تحولات الحياة والعالم ، وإدراك العلاقات بين الأشياء في مبادئ نسبية تفصيلية او كلية وضرورية .. ولم يخرج انثروبولوجيوا المعرفة عن أُطر القياس العام عندما ناقشوا العقل بوصفه مقولة تتضمن كل عمليات التفكير والتعقل الذي يتم من خلال المرور من منظومة مرجعية تشكل إحداثياتها الأساسية من محددات هذه الثقافة ومكوناتها (الموروث الثقافي ، النظرة الى العالم ) كما تحددها مكونات تلك الثقافة و بهذا يكون للعقل البشري "وجوداً موضوعياً هو بمثابة صفة او خاصية للأدمغة البشرية وأن بمقدورنا التحقق من خصائص هذا العقل البشري بتقصي نتاجاته الثقافية والمقارنة بينها" (بحسب ما يرى شتراوس) وان طبيعة العقل البشري الذي يعمل كنوع من الحاسوب العشوائي لكي يولد هذه التباديل " دون وعي منه لهذه الحقيقة "تبقى مهمة غامضة ،فعمليات التعقل البشري المبهمة التي يسلم بوجودها هي سيرورات تحدث في كتلة الدماغ العادية ، من هنا يمكننا صوغ فحوى أفكار شتراوس على النحو الأتي: في سياق التطور البشري ، طور الإنسان قدرة فريدة على الاتصال بواسطة اللغة والرموز ولكي يتم ذلك كان لابد لاليات الدماغ البشري (التي لم نفهمها بعد) ان تشتمل على قدرات معينة في القيام بعملياتها. وأن تشير الى مجموعة معينة من المهارات والميول والقدرات والنزعات والعادات لدى الكائن البشري بحيث يكون العدَّ قابلية عقلية ويصير الابتهاج الدائم والطمع خصائص عقلية .تتداخل مع فعاليات الدماغBrain وتشكل مركز الإدراك والإحساس والجهاز العصبي في الإنسان الذي تصدر عنه التيارات العصبية وهي التي تنقل الى الإنسان المعرفة بالعالم الخارجي عن طريق الحواس المختلفة ...