ملخص الدراسة:

بدأ الاهتمام العالمي برعاية الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك حرصاً على استثمار طاقاتهم في التنمية الشاملة وتحقيق اكبر قدر من التكيف لهؤلاء الافراد حتى يكونوا مواطنين صالحين لهم دور فعال في المجتمع ، ومما لاشك فيه ان البرامج التدريبية تحسن نوعية الحياة التي يحياها الاطفال وذلك من اجل تحقيق احتياجاتهم وحل مشكلاتهم ـ ويعد الطفل التوحدي Child autism احد فئات الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من قصور في التفاعل الاجتماعي والابتعاد عن الواقع وضعف التواصل اللغوي وضعف في مهارات العناية بالذات كتناول الطعام والشراب ،ارتداء الملابس ، النظافة الشخصية ، وان كثير من الاطباء والعلماء والمتخصصين الذين يهتمون بتلك الفئة يواجهون العديد من الصعوبات سواء في التشخيص او معرفة السبب الرئيسي وراء هذا الاضطراب وذلك لتشابهه مع الاضطرابات الاخرى ووجود الكثير من الاعراض والمشكلات التي يعاني منها الاطفال التوحديين . وقد هدف البحث الحالي الى : 1.تشخيص الاطفال التوحديين الذين لديهم ضعف في مهارات العناية بالذات. 2.التعرف على اثر برنامج تدريبي في تنمية مهارات العناية بالذات لدى الاطفال التوحديين. بعد تحليل اجابات السؤال المفتوح والاعتماد على الادبيات والدراسات السابقة تم صياغة فقرات مقياس مهارات العناية بالذات المكون من (57) فقرة وبعدها تم بناء البرنامج التدريبي لتنمية مهارات العناية بالذات وعرض كليهما على مجموعة من الخبراء والمختصين في مجال التربية وعلم النفس والتربية الخاصة ، وبعد تشخيص الاطفال الضعيفين في مهارات العناية بالذات على مقياس مهارات العناية بالذات ، تم اختيار عينة البحث من الاطفال التوحديين الموجودين في معهد نور الهدى التخصصي لرعاية التوحد وبطئ التعلم والبالغ عددهم (20) طفل تتراوح اعمارهم (10-12) سنة وقد تم تقسيمهم الى مجموعتين احدهما مثلت المجموعة التجريبية (10) أطفال (5 ذكور – 5 إناث) والاخرى مثلت المجموعة الضابطة (10) أطفال (5 ذكور – 5 إناث) . وقامت الباحثة بتعريض المجموعة التجريبية للمتغير المستقل (البرنامج التدريبي) ثم طبق بعدها الاختبار البعدي على المجموعتين التجريبية والضابطة لإستخراج الفرق بين درجات المجموعتين وبعدها تم معالجة البيانات احصائياً باستخدام الوسائل الاحصائية الآتية (معامل ارتباط بيرسون، مربع كاي ، اختبار ولكوكسن ، اختبار مان وتني) وقد اظهرت النتائج ما يأتي : 1.وجود فروق ذات دلالة احصائية بين الاختبارين القبلي والبعدي على قائمة ضعف مهارات العناية بالذات للمجموعة التجريبية لصالح الاختبار البعدي .2.عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين الاختبارين القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة.3.وجود فروق ذات دلالة احصائية بين رتب درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على قائمة ضعف مهارات العناية بالذات بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية.4. عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين رتب درجات المجموعة التجريبية في الاختبارين البعدي الاول والبعدي الثاني الذي اجري بعد شهر من الاختبار البعدي الاول .وفي ضوء هذه النتائج وضعت الباحثة بعض التوصيات والمقترحات .