ملخص الدراسة:

يعد الشاعر سالم بن علي العويس واحداً من الشعراء الرواد الذين قامت نهضة الشعر والأدب في الإمارات العربية المتحدة على أكتافهم ، بعد أن كانت الحياة الأدبية لا تطمح إلى أكثر من قصيدة مدح أو رثاء أو مناسبة طارئة . وقد انصب اهتمام الشعراء الأوائل في معظم النتاج الشعري في القصيدة العامية أو الشعبية كما تسمى أحيانا ، وهذا ما لم نستطع استبعاده حتى من شاعرنا ، ولا سيما في ارهاصاته الأولية . بيد أنه واكب ما كان سائدا في حركة إحياء الشعر العربي في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين . ولهذا وجدنا الشاعر يدخل بعلاقات تناص مع كثير من نصوص التراث العربي القديم والحديث على حد سواء . وبصفة خاصة مع شعراء العربية المهمين في الشعر العربي القديم والحديث . ويبدو أن اهتمام الشاعر بقضايا السياسة الملحة كان وراء احتفال نصه بهذه الاقترانات . ما دامت تلك النصوص توفر للشاعر الأرضية الصالحة لعرض قضيته ومحاولة لفت الأنظار إليها . فضلاً عن انطلاقه من وازع ديني متجذر في نفسه ، مما تمخض عن نص ملون بألوان قزحية متعددة . وهذا ما يفسح المجال لمتابعة شعره الاجتماعي والديني ، الذي خصص له مساحة واسعة من شعره ناهيك عن شعره الإخواني المتمثل بمراسلاته مع أبناء عصره . وعلى العموم فشعر العويس يمثل مرحلة أولية من عمر الشعر الخليجي . أما من الناحية الفنية فقد فتحت القصيدة عند الشاعر أكمامها لتقبل الكثير من ألفاظ التراث والمعاصرة على حدٍّ سواء ، فتارة نجد النص يصطاد من ألفاظ التراث وتارة نراه يعج بألفاظ العامة والحياة اليومية ، علاوة على انخراطه مع شعراء العربية في اعتماده الغرض الشعري الواحد. مما يشي بأن مواكبة الشاعر للتجديد لم تقتصر على اللفظ والمعنى فحسب وإنما امتدت إلى الشكل أيضاً ، وهو في ذلك يساير ويواكب التجديد الذي انطلق من عقال القصيدة التقليدية وبراثنها ، من دون أن يعني ذلك أنه نبس ببنت شفة إلى الشعر المجدد أو شعر التفعيلة وإنما اقتصر إبداعه على الشكل الموروث للشعر العربي.