ملخص الدراسة:

ركزت هذه الدراسة على التحولات والاقتصادية والاجتماعية في جزائر البصرة مابين عامي 1546-1633م ، إذ كانت العلاقات في منطقة الجزائر قبل الإحتلال العثماني محكومة بالوضع القبلي السائد، القوى التي تعمل فيها انذاك تتضمن الأنماط الاجتماعية والاقتصادية التقليدية ، النابعة من النظام المشاعي(غياب الملكية الخاصة للاراضي والمراعي واماكن الصيد في الاهوار) ؛ لذلك لم تستجب للنظام الجديد ممثلاً بالاقطاع، الذي أراد العثمانيون فرضه بشكل معد سلفاً كحتمية، ممّا أدى إلى حدوث صراع حول مسائل تتعلق بملكية الارض وانتقالها، وكذلك حول الضرائب وطريقة جبايتها، وعليه تأخرت عملية التفاعل مع نظم الدولة العثمانية . وقد اتبعنا في هذه الدراسة االمنهج المادي التاريخي بعد ان زودنا بمنهج منتظم وأداة لا غنى عنها لفهم وتحليل مجموعة العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من العوامل التي تتلاحم وتتفاعل في المجتمع كوحدة متكاملة لايمكن فصلها، وقد اشتمل البحث ثلاثة محاور وخاتمة ، تناول الأول منها التكوينات الاجتماعية في جزائر البصرة ، وقد تم تمييز اربع مكونات اجتماعية هي : آل عليان ، والفلاحين، ورجال الدين، والصابئة . فيما بحث المحور الثاني اثر الاحتلال العثماني في التحولات في جزائر البصرة 1546-1596م ، أمّا المحور الأخير فقد تناول آل فراسياب ودورهم في التحولات في جزائر البصرة 1596-1633م، ولعل اهم ماتوصل اليه البحث: تأخير عملية الانتقال من النظام المشاعي إلى النظام الإقطاعي؛ وذلك لأنَّ التحوّل تطور تاريخي طبيعي يحصل بشكل تدريجي، يتم خلاله قطع المراحل الضرورية للوصول إلى المرحلة التي تحتّم وجوده كنتيجة لذلك التطور، وقد اكتملت تلك الظروف في عهد الإمارة الإفراسيابية